تسعى الكثير من السيدات إلى معرفة التفاصيل اليومية لأزواجهن أثناء تواجدهم خارج البيت، وحتى يثبتن لهم أنهن مهتمات بهم يقمن بالاتصال مرات عديدة لمعرفة آخر المستجدات، إلا أن هذا التصرف قد تكون عواقبه وخيمة بسبب ردة فعل بعض الأزواج. يعتبر بعض الرجال اتصال زوجاتهم المستمر بهم سببا في حدوث مشكلات عديدة، قد ينتج عنها الكثير من المشاكل، حيث تقوم زوجات بالاتصال بأزواجهن في أوقات كثيرة وتسألن عن وقت رجوعهم إلى البيت مثلا وغيرها من التفاصيل، ورغم أن هذا التصرف يزعج الكثير من الرجال، إلا أن هناك سيدات لا يتحملن غياب الزوج عن البيت ويرغبن في معرفة السبب، فلو حدث ولم يتصل مثلا ويسأل عن زوجته، فهذه الأخيرة قد تتهمه بإهمالها وعدم رغبته في معرفة ما يخصها، ومن هذا الفعل يدخل العديد منهم في مشاكل عويصة لا تنتهي. «محمد» 30 سنة، مرتبط حديثا، يقول في هذا الخصوص: «مللت من كثرة الأسئلة التي تلقيها عليّ زوجتي دائما، فهي تتصل بي تقريبا كل ساعة لمعرفة ماذا افعل؟ ومع من أكون؟ وهذا بحكم غيرتها الزائدة عن حدها»، ويضيف: «حتى ولو تأخرت لدقيقة واحدة تبدأ بالسؤال عن سبب هذا التأخر، وماذا كنت أفعل؟»، ولم يستثن الإزعاج الدائم الذي تسببه له في فترات العمل رغم إخبارها بأنه مشغول إلا أنها لا تكتفي بالاتصال به ولو لمرة واحدة، لذلك يقول: «أعتقد أن لكل وضع تصرفه واحترامه الخاص»، ليضيف «كما أنه من الممكن لهذه الأسئلة والاتصالات الزائدة عن حدها أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه». في حين يرى الطرف الآخر أن هذه التصرفات عادية وأكثر من ذلك فهي ضرورية في بعض الأحيان، «جميلة» 30 سنة، متزوجة وتتصل بزوجها تقريبا مرتين أو ثلاث في اليوم، وتقول في هذا الشأن: «لقد تعودت على هذا السلوك منذ قرابة خمس سنوات وهي فترة زواجي، وأن زوجي لا يمل من هذا التصرف، لدرجة أنه لو لم اتصل به في اليوم كما جرت عليه العادة فسوف يتصل هو بي». و»نوال» 25 سنة، مخطوبة، تساند «جميلة» في حديثها بقولها «اعتقد أن أي شاب في وقنتا الحاضر لا يصبر عن مكالمة صديقته أو خطيبته، فأنا مثلا مخطوبة منذ فترة، لكن لم نتم الفرح في انتظار الحصول على سكن، إلا أنني أتصل به تقريبا يوميا وهو كذالك، من أجل معرفة ما يحصل لنا يوميا حتى يطلع كل طرف على تفاصيل الطرف الآخر». وأما «حياة» 33 سنة، امرأة متزوجة، حينما طلبنا منها رأيها في هذا الموضوع، اغرورقت عيناها مباشرة، لأنها تذكرت سبب انفصالها عن زوجها الذي كان الهاتف وراءه، حيث قالت: «إن اتصالاتي به المتكررة هي التي زادت الطين بلة، لأنها كانت بداية تأزم مشكلاتي، ورغم أنه متفهم جدا، إلا أنه لم يغفر لي ولم يتحمل غيرتي مما تسبب في انفصالي عنه». و»حسينة» أيضا لا يرغب زوجها في اتصالها به في فترة عمله، إلا أنه يتصل هو بها أحيانا ليسألها ماذا تفعل وأين تذهب، في حين تبدأ بإخباره هي عن كل التفاصيل التي تمر بها في الوقت الذي لا يكون معها. وبالموازاة، فترى «ف.ط» أخصائية نفسانية أن هذه الظاهرة سائدة عند الجنسين، فلم تحدد من الذي يتصل أكثر من الآخر. ومن ناحية الرجال فالبعض منهم لا يرحبون بفكرة اتصال زوجاتهم الدائم بهم في فترات العمل، وبالأخص عندما يكثرون من الأسئلة، فهم يعتبرون هذا السلوك على أنه حد من حريتهم، أما بالنسبة للطرف الآخر، فهو يفضل العكس من خلال كثرة الاتصال وكثرة طرح الأسئلة عليهن، خاصة إذا كانوا في بداية الارتباط وهذا حتى لا يشعرن أن أزواجهن غير مسؤولين عنهن وهذا في أبسط الأمور إلى أكبرها، كما أنه ليس كل شيء متشابه رغم أنه من نفس الصنف، لأن هناك حالات استثنائية، ومن هنا نجد أن هناك بعض الرجال من يفضل كثرة الاتصالات حتى يشعر بمدى اهتمام زوجته به، وفي هذا الخصوص، فإن على الطرفين أن يتعاملا بتراض فيما بينهما.