تعد ولاية البيض من الولايات السهبية الرعوية الكبرى بالجنوب الغربي ارتقت إلى ولاية خلال التقسيم الإداري لسنة 1984، تشتهر بتربية المواشي، لم تنجح بها المشاريع الاستثمارية بالمستوى المطلوب أمام وجود أكبر ثروة حيوانية قدرت بمليوني رأس من الماشية، تعتبر موردا اقتصاديا هاما بالولاية، لكنها تفتقر إلى وحدات ومصانع لاستغلال المواد الأولية المتعلقة بالنشاط الرعوي كالصوف والجلود والألبان، حيث لا يوجد بها مشروع استثماري يحافظ على عطاء المنطقة على غرار مصنع الأحذية الذي صدت أبوابه منذ أكثر من 20 سنة، وكان له دور بارز في تحريك دواليب التنمية .. ولا تزال ولاية البيض تعرف عزلة وتحول بها حلم الاستثمار إلى مجرد مشاريع على الورق . عداد الاستثمار يعود إلى نقطة الصفر وعداد الاستثمار يعود إلى نقطة الصفر ليتحول مع مرور الوقت إلى ما يشبه مسكنات في حين أن نظيره في ولاية بشار يعرف تقدما. وفي هذا السياق أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي بالأبيض سيدي الشيخ، في حديثه ل "السلام" بأن وفدا هاما من المستثمرين زار المنطقة مؤخرا يتقدمهم المدير العام لشركة صينية مختصة في إنتاج وصناعة مادة الإسمنت، وممثلين من مجموعة "جيكا" لإسمنت الجزائر، ومديري الطاقة والصناعة وترقية الاستثمار بالبيض عاينوا مواقع استراتيجية لتجسيد مصنع الأسمنت منها منطقة سيف تحيا، وتسمرت، والثنية، حيث تتوفر المواد الأولية لإنتاج الإسمنت بالأبيض سيدي الشيخ على غرار المياه الجوفية ومحطة للضغط العالي ب 60 ألف فولط لدعم المصانع بالطاقة الكهربائية. كما أضاف محدثنا أن دراسة المشروع انتهت منذ مدة من قبل الشركة الصينية مختصة في بناء 30 ألف سكن في الجزائر وجزء من الطريق السيار والطرق السريعة وطريق القطار السريع وللمصنع أهمية كبرى في تحريك التنمية بولاية البيض والولايات المجاورة حيث تبلغ طاقة إنتاجه 2 مليون طن على امتداد أكثر من 50 سنة ويوفر 500 منصب شغل دائم وفي 1 أكتوبر 2015 أكد الوزير سلال على انطلاق مصنع الإسمنت في بشار والأبيض سيدي الشيخ وأم البواقي. نسبة الأشغال بمصنعي الآجر والقرميد لم تتجاوز 11 بالمائة ومن جهة أخرى يبقى مشروعي مصنعي الآجر والقرميد بكل من بلديتي الغاسول وعين العراك مشلولين ولم تتجاوز نسبة الأشغال بهما 11 بالمائة (حسب مصادر )، في وقت مازال سكان 22 بلدية بالولاية ينتظرون وصول شاحنات "القرميد" من الولايات الشرقية (المسيلة والأغواط) لتحريك ورشات البناء بمعظم مناطق النشاطات لاسيما المنطقة المتواجدة بالمخرج الغربي لبلدية البيض والتي استهلكت غلافاُ مالياٌ ضخماُ مازالت تسيل الكثير من الحبر وتعتبر مجرد أرض جرداء تهافت أصحاب المال للاستحواذ عليها دون تجسيد أي مشروع في الميدان عدا مطحنتين لم تدخلا الخدمة بالرغم من أن إحداهما انتهت بها الأشغال بنسبة 100 بالمائة وبغض النظر عن الأراضي التي مُنحت لإنجاز محطات لتوزيع المواد الطاقوية بمناطق عدة مثلا بالأبيض سيدي الشيخ وأربوات والبنود وقويرات لحبار جنوب بريزينة الخ.. لم تنطلق بعد ناهيك عما تتربع عليه الولاية من إمكانيات سياحية نادرة لا تزال تبحث عن استثمار منتج .. والمحصلة أن مشاريع الاستثمار بها ضعيفة مقارنة بالولايات المجاورة وحتى البنية الاقتصادية التي كانت تمتلكها الولاية سابقاٌ تحولت إلى هياكل بلا روح كمصنع الأحذية وكذا مصنع النسيج ومصنع النجارة، مصنع الحليب الذي كان يسد عجز المنطقة له سيناريو الغلق باعتبار أن الولاية رعوية استفادت خلال السنوات الأخيرة من منطقة صناعية ب150 هكتارا قابلة للتوسع وتم قبول 131 ملف استثمار جديد وأنه بمجرد منح قرار الامتياز تمنح رخصة البناء في ظرف لا يتجاوز 3 أشهر و6 أشهر وقامت السلطات الولائية بتسهيلات وتشجيع جلب المستثمرين إلا أنه ولا مشروع لحد الآن دخل الخدمة وأصبح له إنتاج محلي مقابل الامتيازات العقارية والجبائية التي استفاد منها مستثمرون أغلبهم من خارج الولاية وحتى مشروع مصنع الزجاج ببلدية اربوات أصبح حلما محليا وكذا مشروع جبل الملح ببلدية الكراكدة الذي يتوفر على مخزون عالمي ب50 مليون طن فما زال يبحث عن مستثمرين. مخزون عالمي ب 50 مليون طن بجبل الملح يبحث عن مستثمرين
ونفس الشأن بالنسبة لمشروع "ضاية البقرة" الفلاحي الذي زاره الكثير من المستثمرين الأجانب كالسعوديين والقطريين ومن أهم المشاكل التي تزيد من عزلة الولاية حيث قامت السلطات الولائية بمحاولات لإعادة بعث نشاط المطار الذي تحدث عنه والي الولاية في الكثير من المناسبات لتحريك نشاطه أمام مسافري الولاية والمناطق المجاورة الجنوبية بداية من شهر جانفي الماضي لا يزال حلما يراود السكان الذين يفوق تعدادهم 300 ألف نسمة .أما مشروع إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين بلدية المشرية بولاية النعامة وولاية البيض على مسافة تمتد على 130 كلم والذي انطلقت أشغاله بتاريخ ديسمبر 2012 بغلاف مالي يقدر ب 46 مليار فنسبة تقدم أشغاله تتجاوز 17 بالمائة فقط وفي إطار الاستثمار بولاية البيض تم عقد مؤخرا شراكة جزائرية أمريكية لإنتاج الحليب واللحوم الحمراء والحبوب والأعلاف وتربية ما يزيد عن 20 ألف بقرة حلوب ببلدية بريزينة التي تتوفر على إمكانيات هائلة منها وفرة المياه بسد بريزينة الذي تبلغ سعته 123 مليون متر مكعب وأراضي خصبة استصلحتها الدولة خلال السنوات الماضية لتشجيع خدمة الأرض بالمنطقة التي تخلو من الاستثمار المحلي حيث تم زرع ما يزيد عن 270 ألف سمكة أعطى تكاثرها نتائج مشجعة وتحول السد إلى شاطئ يستهوي الزوار من مختلف مناطق الوطن وأبرمت اتفاقية بين قطاعي الموارد المائية والصيد البحري قصد الاستثمار لم يحقق نتائج ولقد اتصلنا بجهة من ولاية البيض لدعمنا بمعطيات حول وضعية الاستثمار لم نتحصل على أية إجابة.