تستضيف الجزائر غدا وعلى مدى يومين المنتدى الدولي للطاقة يعقبه اجتماع هام للدول المصدرة للنفط "أوبك" لبحث طريقة جعل السوق النفطية أكثر استقرارا والأسعار أوفى على سقف يفوق الخمسين دولارا للبرميل على أقل تقدير. ويجتمع أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يضم المنتجين والمستهلكين في محاولة للم الشتات ورفع أسعار النفط. وتحضر روسيا غير العضو في أوبك المنتدى أيضا. وكانت السعودية أكبر منتج في أوبك وروسيا أكبر المنتجين خارج المنظمة اتفقتا قبل أسبوعين على التعاون في أسواق النفط العالمية وقالتا إنهما مستعدتان لتقليص الإنتاج مستقبلا. فبعد غياب طويل أشبه ما يكون بالتهميش تعود الجزائر إلى الواجهة باحتضانها المنتدى وهي عازمة على اغتنام الفرصة لدفع الدول المصدرة للنفط إلى كبح الإنتاج لرفع الأسعار وتخفيف الأضرار الناجمة عن انهيارها. وقد أعرب وزير الطاقة نور الدين بوطرفة أمس عن "تفاؤله" بنجاح اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، مؤكدا أن هذا الاجتماع "يجب أن يصل إلى حل إيجابي لاستقرار السوق". وبحسب "الفرنسية"، مؤكدا أن الجزائر ستعمل كل ما في وسعها لإنجاح هذا الاجتماع: "نحن لا نتوقع سيناريو سلبي، ويجب علينا في كل الحالات الخروج بحل إيجابي لأننا "لن نخرج في الأخير لنقول إن اجتماع الجزائر كان "فاشلا". إذا كانت بعض الإشارات تعطي الانطباع الحسن أن الاجتماع ماض في طريق سليم مثل مشاركة كل دول الأعضاء في منظمة "أوبك" الذي يعطي صورة حسنة و"علامة إيجابية" ومثل أن موسكو "موافقة" على المشاركة في اتفاق يضمن استقرار السوق، فإن أمورا جانبية سياسية وتجارية لا تبعث على تفاؤل أكبر. ينعقد الاجتماع في حين أغلقت أسعار الذهب الأسود على انخفاض في سوق نيويورك، إذ أن المستثمرين يشككون في فرص نجاح اجتماع الجزائر في التوصل إلى توافق على تجميد الإنتاج. دول الخليج وحسابات الشركات البترولية الكبرى اللعبة الخفية وصراع الهيمنة على النفط ألح مسئوولو الوزارات النفطية لدول الخليج قبل اجتماع الدول المصدرة للنفط "أوبك" المنعقد بالجزائر على التأكيد أن اللقاء "هامشي" و"جانبي" ولن تتخذ فيه قرارات بحال من الأحوال. وسبق أن أعلن الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك " محمد باركيندو أن الاجتماع غير الرسمي الذي تعقده المنظمة سيكون "تشاوريا" ولن يؤدي إلى اتخاذ قرارات. كما اعتبرت وزارة الطاقة القطرية أنّ المباحثات التي تجريها منظمة الدول المصدرة للنفط في الجزائر الأسبوع المقبل غير رسمية. وأنّ اجتماع الجزائر شيشكل استعداداً للاجتماع الدوري للمنظمة المقرر في 30 نوفمبر. أما وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي فقد استبعد اتخاذ أوبك أي قرارات باجتماع الجزائر وقال : "انتظروا لحين اجتماعنا وحتى نناقش أولا قبل أن نقفز لأي استنتاج" موضحا أن الاجتماع النفطي لدول أوبك يهدف إلى إجراء مشاورات وليس اتخاذ قرارات. الملفت للانتباه أن الأخوات السبعة النفطية الكبرى المهيمنة على السوق لا تزال صامتة رغم علم الجميع من مصدرين ومستهلكين أن مقاليد الحكم النفطي بأيديها. والأخوات السبع في الصناعة النفطية هي سبع شركات للنفط تهيمن في مجالات إنتاج النفط والتكرير والتوزيع. الشركات السبع هي شركات، أمريكية وأوروبية تسيطر تقريبا على معظم منابع النفط حول العالم، بموجب عقود طويلة المدى بينها وبين الدول المصدرة. وهي: "شفرون"، " إكسون موايل"، "ستاندرد أويل أوف نيويورك"، "برتش أويل"، "تكساكو"، "جولف أويل"، و"رويال دتش". ومكمن القوة لهذه الشركات أنها منظمة تنظيما جيدا وقادرة على التفاوض باعتبارها "كارتل" بترولي قوي جدا، والأخوات السبع تمكنت من الحصول على هيمنة على معظم إنتاج دول العالم الثالث من النفط، ولها تأثير رافض لمبدأ الدول العربية في التحكم في أسعار النفط والإنتاج. الأخوات السبع تقول أنه من تحكم في النفط فقد تحكم في العالم لأن النفط هو محرك الطاقة ومحرك الحروب وموقفها. فعلى هذا المنطق يقاس تاريخ العالم منذ المائة سنة الماضية على أنه سلسلة حروب وصراعات للهيمنة على النفط وإدارة النفط.