الوزير السعودي خالد الفالح: "موقف إيران لا يؤثر على السوق" غردت إيران خارج السرب وكسرت الإجماع المبدئي الذي تبلور أمس بين الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" خلال أشغال اليوم الأول من المنتدى الدولي ال 15 للطاقة الذي تحتضنه الجزائر،معلنة تمسكها بموقفها القائل بعدم حفظ أو تجميد إنتاجها من البترول، معارضة بذلك عكس أغلبية المشاركين الهدف الرئيسي من هذا اللقاء الهام المنتظر أن يعيد الإستقرار لسوق النفط العالمية. أكد بيجان نمدار زنغنة، وزير النفط الإيراني، أن بلاده لا ترغب أن يفضي الاجتماع غير الرسمي لمنظمة "أوبك" بالجزائر إلى قرار رسمي بشان إنتاج المنظمة، مشيرا إلى أن إيران تفضل أن يقتصر الإجتماع على إجراء مشاورات بين أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط بخصوص الإنتاج على أن يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الخصوص خلال اجتماع فيينا نهاية شهر نوفمبر المقبل، مشيرا إلى أنه جاء إلى الجزائر من أجل تبادل الأفكار حول إمكانية تجميد أو خفض إنتاج النفط "لا أكثر ولا أقل"، هذا بعدما أبرز في تصريحات صحفية له أمس على هامش أشغال اليوم الأول من المنتدى الدولي ال 15 للطاقة أن بلاده تسعى لإنتاج 4 مليون برميل يوميا على المدى القصير والعودة إلى مستوى الإنتاج لما قبل العقوبات وبالتالي استرجاع حصتها من السوق العالمية والمقدرة ب 13 بالمائة. موقف إيران هذا الذي جاء على لسان الوزير، بيجان نمدار زنغنة، خالف توجهات غالبية الدول المشاركة في هذا اللقاء للأعضاء في "أوبك" وغير المنتسبة للأخيرة، كونها بلورت في مجملها ولو "مبدئيا" شبه إجماع على ضرورة خفظ الإنتاج لإسترجاع إستقرار الأسعار وبالتالي فرض إستعادة توازن سوق النفط العالمية. في السياق ذاته واصل خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والموارد المعدنية السعودي، تكريس خلاف بلده مع إيران ولو من "منصة" أخرى، وقال في رد مباشر على الموقف الإيراني "دولة واحدة لا يمكن أن تؤثر على السوق"، مبرزا أنه لا يزال متفائلا بخصوص احتمال توافق دول منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" لدعم أسعار النفط، وصرح على هامش المنتدى "أظل متفائلا بأن السوق سيأخذ اتجاها صحيحا، وكذلك بخصوص أن المنتجين سيتوصلون الى رؤية مشتركة"، وأردف قائلا "تلقينا مؤشرات إيجابية من السوق الأمريكية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في ما يخص تقليص المخزونات". للإشارة وبحسب شبكة "بلومبرغ" فان السعودية الدولة المحورية في "أوبك"، اشترطت قبل اجتماع الجزائر تجميد انتاج إيران قبل أن تقلص انتاجها. سلال : "الوضع الحالي لسوق النفط لا يخدم أي دولة في العالم" أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أن الوضع الحالي لسوق النفط لا يخدم أي دولة في العالم، وأن الجزائر من هذا المنظور تناضل من أجل استقرار أسعار الأسواق وهو ما يستدعي ضرورة الوصول إلى اتفاق شامل يحمي جميع الدول، مشددا على أهمية تجاوز الحساسيات والخلافات السياسية والتفكير في تداعيات الأزمة النفطية. وأوضح سلال، أمس في كلمته خلال إعطائه إشارة انطلاق أشغال المنتدى الدولي ال 15 للطاقة، أن اجتماع الجزائر محطة استثنائية وهامة في طريق معالجة أهم رهانات الأزمة البترولية، موضحا أن دول العالم بحاجة للحوار للتصدي ومواجهة الرهانات الإقليمية والدولية في جميع المجالات. كما أشار الوزير الأول إلى أن الجزائر استطاعت أن تحافظ على توازناتها المالية ومقاربتها الاجتماعية رغم انهيار أسعار النفط، وأن البلاد تناضل من أجل سعر "عادل ومعقول"، يسمح بإعادة الإستثمار في سلسلة الطاقة وتثمين الإنتاج وتأمين تموين المستهلكين والحفاظ على استقرار الأسواق، مشددا على ضرورة وصول الفاعلين الرئيسيين في مجال الطاقة إلى اتفاق حول مستويات الانتاج على نحو يسمح بتقويم مستدام للأسعار"، كما دعا أيضا إلى عدم الاستسلام والنّظر للمستقبل بتفاؤل وإصرار، وقال في ذات السياق "من جهة نجد معرفة كاملة برهانات العالم وتحدياته وسرعة غير مسبوقة في تنقل الأشخاص والمعلومات وقدرات بشرية بلغ تطورها الذروة وفي مقابل ذلك نسجل عجزا محبطا على إفشاء السلام وانتشال شعوب كاملة من البؤس وإعادة بعث الاقتصاد العالمي الذي يواجه صعوبات مزمنة وتشييد بيتنا المشترك كي نتركه في حالة مقبولة لأبنائنا". هذا وأعتبر سلال أن هذا المنتدى يعد رسالة أمل ستساهم بالتأكيد في دفع مناخ الثقة في اجتماع هام من شأنه توضيح الرؤية ودعم إستقرار الأسعار ورفع نمو الاقتصاد العالمي ومن ثم العمل من اجل رفاهية سكان العالم، كما دعا إلى التفكير في سبل ووسائل جديدة لدفع الحوار العالمي للطاقة. وزير النفط النيجيري يتهم العراق وليبيا بعرقلة مسعى تخفيض الإنتاج من جانبه إتهم، وزير النفط النيجيري، إيمانويل كاتشيكوف، أمس في تصريحات على هامش منتدى دول الطاقة في الجزائر، كلا من العراق وليبيا بعرقلة مسعى تخفيض الإنتاج، وقال أنهما "يشكلان عقبة أمام توافق دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في الجزائر"، دون أن يخوض في تفاصيل أو مبررات موقفه وإتهاماته هذه. دعا لتحضير قرارات فعلية لعرضها في إجتماع وزراء الطاقة بفيينا بوطرفة يؤكد عزم الجزائر على إستعادة استقرار سوق النفط أكد نور الدين بوطرفة، وزير الطاقة، خلال كلمته الإفتتاحية للمنتدى الدولي للطاقة، عزم الجزائر على المساهمة بقوة في إعادة الإستقرار للسوق النفطية. كما تحدث الوزير عن رؤية الجزائر في وضع أرضية مشتركة وبحث سبل التحضير لمنظومة قرارات فعلية لعرضها خلال اجتماع وزراء الطاقة بمنظمة "أوبك" والتي ستجتمع في لقاء استثنائي بفيينا. هذا ويشارك في المنتدى الوزاري الذي يحتضنه المركز الدولي للمؤتمرات ممثلين عن ازيد من 50 دولة، ويعني المؤتمر ال15 للطاقة الذي حدد موضوعه في هذه الطبعة حول "الإنتقال الطاقوي العالمي: تعزيز الأدوار من أجل حوار طاقوي" بالبحث في الأفاق الطاقوية العالمية وكذا دور الطاقات المتجددة في التنمية مستقبلا، كما يشكل اللقاء فرصة للتشاور والتوصل إلى تفاهم أحسن والتوعية بالمصالح الطاقوية المشتركة بين أعضاء المنتدى وهذا بحضور وزراء الطاقة للدول الأعضاء، مسؤولين، خبراء، شركات بترولية وغازية إضافة إلى المنظمات الدولية. تطمح لرفع حجم إستثماراتها المشتكرة مع سوناطراك الإمارات تدعم جهود الجزائر في ضمان توازن السوق النفطية أكد وزير الطاقة لدولة الامارات العربية المتحدة، سهيل محمد المزروعي، أمس بالجزائر العاصمة، "دعم" بلاده لجهد الجزائر الرامي الى ضمان توازن السوق النفطية. وقال المسؤول الإماراتي في تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خص به من طرف الوزير الاول عبد المالك سلال "إن شاء الله سيفضي هذا الجهد الى اتفاق بين جميع أعضاء منظمة الاوبيب"، وتابع المزروعي قائلا "الجزائر دولة شقيقة وفي السابق جميع الاتفاقات تم التوصل اليها بهذا البلد". وبخصوص العلاقات الثنائية أكد وزير الطاقة الاماراتي بأن بلاده من أكبر المستثمرين بالجزائر في عدة مجالات، معربا عن تطلع الإمارات العربية المتحدة لزيادة هذه الإستثمارات في أقرب فرصة، كما عبر الوزير الاماراتي عن "افتخاره" لمستوى العلاقات التجارية بين البلدين، مشيرا الى سعي بلاده للعمل مع الجزائر من أجل زيادة هذه المشاريع في الفترة القادمة. عشية جمع الجزائر