سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلافات الدول المغاربية – الساحلية تعطي الذريعة لأن يكون محيطها المستقر الجديد للدولة الإسلامية الدول الغربية والآسوية تتحسب لعودة إرهابيي "داعش" إلى أوطانهم
ذكرت مصادر عليمة أن جهاز المخابرات الفرنسي الخارجي "الدي جي آس آن" أخذ كل التدابير للإبقاء على المشتبه بهم بالالتحاق بخلايا داعش في الخارج بعيدا عن فرنسا وكذا هو الشأن في غالبية الدول الأوربية بما فيها تركيا التي كانت تمنح التسهيلات للمقاتلين للالتحاق بسوريا. يأتي هذا التوجس من العواصم المغاربية بعد إلقاء القبض على فرنسي من أصول جزائرية في بنغازي الليبية، والغريب في الأمر أن هذا الإرهابي كان قد حظي بلقاء تلفزيوني قبل ذلك بأسبوع مع القناة "آم 6" التي خصصت حصة لاعترافات إرهابي استنادا على فيديو حصري للرجل يقول فيه أنه بصدد الالتحاق بجبهة النصرة وليس بداعش. هنالك على الأرجح أكثر من ألف وثلاثمائة فرنسي أكثرهم من أصول مغاربية وعربية تم "تسريبهم" إلى سوريا والعراق وليبيا بالرغم من جميع التشديدات الأمنية في المطارات مما يعطي الصورة المشكوك فيها بأن الأمن الفرنسي يسهل الطريق لمن أراد الخروج من فرنسا "ولكن بلا رجعة". في هذا الشأن لم تقم الدول المغربية والساحلية بالشيء الكثير لتفادي هذا الخطر القادم، فلا اجتماع حاسم ولا لقاءات تشاورية.. فكل بلد يعمل على حدة بل وقد بلغ من المغرب أن اتهمت الجزائر بأن الخلية التي تم تفكيكها مؤخرا كانت تحمل أسلحة مصدرها جزائري. وهذا فرط افتراء، لأن الجزائر كما يراها المراقبون الأجانب أكثر دولة تقصيا لقضايا الأمن في المنطقة. المجموعة الدولية تطارد داعش في سوريا والعراق وليبيا ومثلث الدول المغاربية مقصد لداعش الوجهة المقبلة المقصودة هل الجزائر والمغرب وجهات «داعش» الجديدة؟ وإلى أين يتجه داعش ليبيا بعد سرت وداعش بعد حلب وداعش بعد الموصل؟ في الحقيقة لم يتوانَ قادة أركان الجيشين الجزائري والتونسي في الإجابة على السؤال وانتشرت الجيوش ميدانيا بصفة مكثفة للتصدي لكل طارئ. فحراك وحدات الجيش التونسي والجزائري لم يتوقف طيلة الأسابيع الماضية على طول حدودها مع ليبيا وسط إعلانات عن ضبط الجانبين لخلايا تابعة لداعش ومواقع كان يجهزها الأخير ربما لنقل مواقعه أو لشن هجمات في مناطق أخرى خارج ليبيا. إن تمدد داعش عشوائي وقد يتأقلم عناصره بشيء من السهولة في أي بلد على طول الشريط الصحراوي الساحلي الممتد من موريتانيا على المحيط الأطلسي إلى الصومال بخليج عدن مرورا بمالي والنيجر وليبيا والسودان وأريثيريا وإثيوبيا بدون أن نستثني صحراء الجزائر. وهذا ما يكشف عنه الدكتور عمر بدر الدين، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية أن تواصل الأعمال العسكرية، من دول عربية وغربية مجتمعة، ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، في كل من سوريا والعراق، وضع التنظيم الإرهابي في أزمة كبرى، فالمأوى أصبح موقد جمر، والمساعدات توقفت بالأمر، والحصار يضرب الإمدادات في مقتل، ويحبطها قبل وصولها للمحاصرين في الموصل وإدلب. ويرى بدر الدين أن السعودية أصبحت، بداية من العام الجديد، الهدف الجديد لتنظيم داعش الإرهابي، الذي يبحث حالياً عن مأوى لعناصره الشديدة الخطورة، إذا اضطر للخروج بشكل كامل من الموصل، أي أنه سينقل مقاتليه إلى المملكة قريباً، حسب مقال رأي نشره موقع سبوتنيك عربي. بالنسبة للجزائر فإحكام الجيش القبضة على كامل المداخل والمخارج أمر محسوم رغم أن الإرهاب يبقى هو الإرهاب.. فتسلل واحد فقط يمكنه فعل أسوأ الأمور، وبالطبع ما ينطبق على الجزائر ينطبق على المغرب، فالظروف واحدة، ولكن الخطورة الحقيقية، تنطلق من جنوب شرق آسيا، هناك يسهل أن تقنع البعض بأن التطرف لب الدين، وهم يبحثون عن كل ما هو ملزم في الدين ليلتزموا به، وبالتالي وجد التنظيم الإرهابي منذ نشأته بيئة خصبة هناك، يؤكد الدكتور عمر بدر الدين.