وافقت الحكومة أمس الأربعاء على تعيين غزافيي دريونكور،سفيرا مفوضا فوق العادة للجمهورية الفرنسية لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وفقا لما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية. للإشارة كان غزافيي دريونكور، قد شغل منصب سفير بالجزائر، خلال الفترة الممتدة بين 2007 و2012، قبل أن يتم تعيينه مفتشا عاما بوزارة الخارجية الفرنسية. في السياق ذاته وكما أشارت إليه "السلام" سابقا، ففي خضم السجال الذي أثاره المترشح للرئاسيات الفرنسية ماكرون، يفاجئ الإليزيه الجميع بتعيين إكسافيي درينكور، سفيرا "جديدا" لدولة فرنسا في الجزائر، تعيين درينكور في حد ذاته مثير للجدل غير أن العارف بسياسة الإليزيه تجاه الجزائر لا يرى في الأمر إلا مواصلة لسياسة فرنسية خارجية لها أسسها ومبادئها وأصولها وأهدافها التي ينضبط السفير الجديد في إطارها. وبالنسبة لمن لا يعرف الكثير عن الرجل فإنه كان سفيرا بالجزائر قبل عشر سنوات، وتميز بسياسة صارمة إتجاه الماضي الاستعماري الفرنسي، زيادة على أنه ممن يرون أن الجزائر ملف من صلب السياسة الداخلية الفرنسية، وهذا أمر يعرفه عنه كل المتتبعين. فلما تقرر السلطات الفرنسية الاستعانة بخدمات سفيرها السابق في الجزائر درينكور، لإعادته مرة أخرى إلى قيادة الممثلية الدبلوماسية ببلدنا فلأمر مهم وهو أن السفير الجديد بالنظر الفرنسي هو "رجل الساعة". ويخلف درينكور، السفير برنارد إيميه، الذي لم يمضِ على تعيينه في المنصب سنتان، شهدت فيهما العلاقات الجزائرية الفرنسية توتّرا في عديد الملفات، كما أن درينكور، دبلوماسي يؤمن علنًا بأنّ الجزائر لا تزال مُقاطعة فرنسية، وهو ما يطرح إستفهامات كثيرة حول خبايا عودته. جدير بالذكر أن السفير الجديد القديم، من الخبراء في الشؤون المغاربية العربية انطلاقًا من تجربته السابقة في إدارة أهم سفارات فرنسا بشمال إفريقيا والعالم العربي بين سنتي 2008 و2014، وهي فترة شهدت حراكا عربيا في تونس وليبيا ومصر وسوريا.