قاطنوها يشتكون تعمد المنتخبين المحليين تهميشهم يشتكي سكان بلدية ريدان والمشاتي التابعة لها والواقعة على بعد 45 كلم جنوبي مدينة البويرة معاناتهم من مشاكل عديدة نغصت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم حقيقي في ظل النقص في مشاريع التنمية المحلية بمنطقتهم والتي زاد غيابها من مظاهر العزلة على حد تعبيرهم. وقد نوه السكان في السياق ذاته، بأن بلدية ريدان أصبحت منطقة للمعاناة والشقاء نظرا للحياة المزرية التي يعيشها السكان، في ظل ارتفاع نسب البطالة بين الشباب بأرقام مخيفة، إذ لم تستفد منطقتهم من مشاريع كبيرة ترضي طموحاتهم وتفتح لهم أبواب المستقبل. وهو الأمر الذي جعل غالبية الشباب يسترزقون من عملهم في القطاع الخاص وباقي الأعمال الحرة والفلاحة وهي المهن التي لا توفر لهم حياة كريمة في بلدية يقطنها أزيد من 12 ألف نسمة. التنمية المحلية لم ترق بعد إلى طموحات السكان أكد سكان البلدية بأن البارز في المشهد العام لبلديتهم هو أن التنمية لم ترق بعد إلى مستوى طموحاتهم، إذ مازالت حياة البؤس والحرمان تطبع يوميات العشرات من العائلات التي لم ينعم بعضها بعد بنعمة الكهرباء منذ الاستقلال، فما بالك بضروريات الحياة الأخرى، ذنبها الوحيد أنها فضلت التمسك بأراضيها والاستقرار بقراها، على أن تهجرها نحو مناطق قريبة من مركز البلدية، غير أنها بقرارها هذا دفعت الثمن غاليا، جعلها تصارع ليومنا هذا ويلات التهميش والحرمان، وتطبع على يومياتها الحياة البدائية، حيث لا يزال هؤلاء السكان يحتطبون لأجل التدفئة ويستعملون الأحمرة لنقل الماء، أو جلب قارورة غاز البوتان للطهي، وتنقلهم إلى مركز البلدية يكون عبر وسائل نقل مهترئة، إن كانوا من المحظوظين طبعا، فالمعاناة حسبهم زادت حدتها أكثر خاصة بالقرى والمداشر التابعة لها. مئات العائلات تصارع البرد في ظل غياب غاز المدينة لا تزال هناك المئات من العائلات تصارع البرد بريدان في ظل غياب غاز المدينة عن منازلهم إذ يأملون في التفاتة عاجلة من السلطات الولائية، لربطهم بشبكة الغاز الطبيعي التي تبقى بالنسبة لهم حلما بعيد المنال في الوقت الراهن، وقال السكان الذين ينحدرون من عدة مشاتي، أن غياب الغاز الطبيعي زاد من حجم معاناتهم التي تزداد تأزما خلال فصل الشتاء، أين تصبح قارورة غاز البوتان عملة نادرة يصعب الحصول عليها، وإن وجدت فإنها تباع بأسعار تتجاوز في بعض الأحياء ال 400 دج، رغم أن سعرها الحقيقي لا يتجاوز 180 دج، الأمر الذي أثقل كاهلهم واستنزف جيوبهم بمصاريف إضافية هم في غنى عنها. كما أن غياب التهيئة الحضرية عن أكبر التجمعات السكانية كثافة بالبلدية أو ما يعرف لدى عامة المواطنين ب"الزراعية" أثار استياء قاطنيها، الذين أكدوا أنهم يعانون الأمرين جراء افتقار محيطهم لظروف معيشية ملائمة عكرت صفو حياتهم بشكل كبير وحرمتهم من استنشاق هواء نقي صيفا والتنقل بأريحية شتاء، حيث كثيرا ما تتحول أغلب طرقاتها إلى غبار متطاير في كل الأرجاء بمجرد هبوب الرياح فيما تطغى عليها البرك والأوحال عند سقوط قطرات من الأمطار تساهم بشكل كبير في عرقلة سير المركبات والراجلين معا، في حين لا تزال طرقات أخرى رغم أهميتها عبارة عن مسالك ترابية تنعدم فيها الأرصفة تماما. نقص المياه أثر سلبا على النشاط الفلاحي أكد بعض سكان المنطقة بأن أغلبيتهم قد هجروا النشاط الفلاحي وأصبحوا يمارسون التجارة أو الأعمال الحرة من أجل إعالة عائلاتهم، فنقص الآبار الارتوازية والحواجز المائية تسبب في إهمال الأراضي الفلاحية وتحول أغلبها إلى بور بحكم غياب الدعم والجفاف الذي أتى على أغلب الآبار الارتوازية، كما أن زراعة الحبوب وتربية المواشي التي تشتهر بها المنطقة لم تعد كما كانت قبل سنوات، بعد عزوف العديد من السكان المحليين عن هذا النشاط في ظل نقص الأمطار خلال السنوات الأخيرة التي يعتمد عليها كليا في سقي مزروعاتهم وسط شح المياه التي يجدون مشقة كبيرة من أجل التزود بها بغرض الشرب، مناشدين السلطات المحلية وعلى رأسهم والي الولاية بإنصافهم ورفع الغبن عنهم ولو بالقليل.