أكدّ رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أنّ عهد المراحل الإنتقالية في الجزائر ولى دون رجعة، مبرزا أن الوصول إلى السلطة يتم اليوم عبر المواعيد المنصوص عليها دستوريا. وبعدما ذكر في رسالة له إلى الجزائريين بمناسبة الذكرى ال 63 لإندلاع ثورة نوفمبر المُظفرة بتضحيات الشعب الجزائري في سبيل الحصول على حريته، شدد الرئيس على ضرورة الإبقاء على الجيش بعيدا عن السياسة، في ردّ ضمني منه على المنادين بتدخله وقال "الجيش الوطني الشعبي يقوم بمهته الدستورية في حماية حدودنا ولابد من الإبقاء على هذه المؤسسة الجمهورية في منأى عن المزيادات والطموحات السياسيوية"، وأردف "بات الوصول إلى السلطة من الآن فصاعدا يتم عبر المواعيد المنصوص عليها في الدستور ومن خلال سيادة الشعب الذي يفوضها عن طريق الإنتخاب على أساس البرامج الملموسة التي تعرض عليه"، داعيا في المقابل الطبقة السياسية إلى ترقية التوافقات داخلها حول المسائل الإقتصادية والإجتماعية. من جهة أخرى وبعدما دافع بوتفليقة على الإنجازات الإقتصادية والاجتماعية والسياسية والدبلوماسية التي حققتها بلادنا خلال أكثر من نصف قرن من الإستقلال، شدّد في الرسالة ذاتها وخلال تمحيصه للجانب الإقتصادي الذي تمّر به الجزائر على ضرورة مواصلة التنمية من خلال المداخيل العمومية رغم تراجع أسعار المحروقات، مسجلا إرتياحه للعمال المنخرطين في الإتحاد العام للعمال الجزائريين UGTA ورجال الأعمال المنضوون ضمن منظمات للمشاركة - كما قال - "في هذه المعركة الإقتصادية التي سيسيرها بلا شك حوار الثلاثية". في السياق ذاته إغتنم الرئيس الفرصة ودعا كل الجزائريين إلى مضاعفة الجهود في معركة التنمية، ودعم الحكومة في مسعى تكريس العدالة الإجتماعية وصون السيادة الإقتصادية للبلاد. وبالعودة إلى مناسبة الإحتفال بالذكرى ال 63 لإندلاع الثورة التحريرية، إعتبر رئيس الجمهورية في رسالته إلى الجزائريين، ذكرى نوفمبر "محطة أساسية في تاريخنا المعاصر والتي تجسد عزم شعبنا لإنتزاع حريته وسيادته"، وطالب في هذا الصدد المسؤولين في قطاع التربية والتعليم إلى كتابة تاريخ الجزائر والتعريف به وتعليمه لا سيما ثورة نوفمبر الخالدة. هذا وترحم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بالمناسبة صباح أمس بمربع الشهداء في مقبرة العالية على أرواح شهداء الثورة التحريرية، بحضور عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمّة، والسعيد بوحجة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، فضلا عن أحمد أويحيى، الوزير الأول، ومراد مدلسي، رئيس المجلس الدستوري، وكذا الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، والطيب بلعيز، وزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية، عبد القادر مساهل، وزير الشؤون الخارجية، نور الدين بدوي، وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم، الطيب لوح، وزير العدل حافظ الأختام، عبد الرحمان راوية، وزير المالية، الطيب زيتوني، وزير المجاهدين، إلى جانب السعيد عبادو، الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين.