جولتنا بأجنحة معرض التشغيل مكنتنا من الوقوف عند أحد المشاريع الناجحة أين سمعنا أن صاحبها حصل على جائزة أحسن مشروع موجه للتصدير، فضولنا جعلنا نقترب من الجناح الذي شهد إقبال الكثير من الزوار ممن جلبتهم رائحة الحلزون المشوي في الفرن. صاحب المشروع لم يكن يعتقد يوما أنه سيدخل عالم تربية الحلزون وينشئ مؤسسة تتولى عملية الإنتاج والتصدير إلى إيطاليا، خاصة وأنه تقني سامي في البناء، هو سفيان رجل في الاربعينيات من العمر، قدم من ولاية ميلة لعرض المشروع الذي انطلقت فكرته بجملة من المعطيات أهمها وجود سوق دولي يطلب هذه المادة التي كانت في وقت ما تصدر بكميات كبيرة وكان الإنتاج يعتمد على الجمع العشوائي للحلزونيات، ومن هنا جاءت الفكرة لتغطية تلك الطلبات وتجنب العجز في ذلك لعدة سنوات. يقول سفيان «لقد كانت لدينا شركة خاصة في تصدير المواد الزراعية والفلاحية إلى إيطاليا وكان لها اتصالات مع المعهد الوطني لتربية الحلزون بإيطاليا ولما طرحنا فكرة تربية وتصدير الحلزون قاموا بتزويدنا بكل المعطيات والتقنيات والتي مكنتنا من اكتساب بعض الخبرة». صاحب شركة تصدير المواد الفلاحية بمجرد عودته إلى أرض الوطن بحث عن أناس مختصين في هذا المجال فاتصل بشخصين من ولاية قسنطينة وتيزي وزو وهنا بدأ المشروع يتبلور قبل أن تعرض الفكرة على سفيان الذي تم إقناعه بالاستثمار في هذا الميدان وبالفعل خاض التجربة بعد أن تكونت لديه الخبرة انطلاقا من احتكاكه بالمربين السابقين. أكد سفيان أن المشروع خضع لدراسة جيدة كون التقنية مستقدمة من إيطاليا، فيما تمت دراسة مدى تلاؤم الطبيعة مع تربية الحلزون وبما أن منطقة الإنتاج كانت قريبة من سد بني هارون فقد توفرت جميع الظروف اللازمة من مناخ وطبيعة، أصحاب المشروع قاموا بعدة تجارب لمدة عامين وقد حصلوا على نتائج مبهرة على حد قول المتحدث ما جعلهم ينطلقون في الاستثمار بحجم أكبر بالإعتماد على القرض الممنوح من طرف الصندوق الوطني للتأمين على البطالة الذي أعجب بالمشروع كونه جديدا ليحصلوا على قرض 315 مليون سنتيم بتمويل ثلاثي من المستثمر، صندوق التأمين على البطالة وبنك بدر للتنمية الفلاحية. تمكن العاملون على المشروع من خلق مجموعة من الحقول لتكاثر الحلزونيات بالاعتماد على ما تجود به الطبيعة ولم يقم مشروعهم على عمليات الجمع، حيث اكتفوا بذلك لمرة واحدة ولكنهم وبالموزاة قاموا بتهيئة أراض ومساحات مقدرة بواحد هكتار لتربية الحلزون وتوفير كل ظروف نمو مختلف أنواعه أين كان هناك استغلال ثنائي للمزروعات المسقية في توفير الخضروات واستغلال الحشائش كغداء رئيسي للحلزون قبل أن يتم تصويمه وتعليبه ليكون جاهزا للتصدير نحو ايطاليا. تطوير ثقافة استهلاك الحلزون كانت من أهم الأهداف التي سطرت في إطار هذا المشروع كونه غذاء مفيدا للصحة وله العديد من الإستعمالات في صناعة المواد الطبية، شبه طالبية، الصيدلانية والتجميلية. هذا وطالب صاحب المشروع بمحاولة إدراج هذا النشاط في إطار القرض المصغر إضافة إلى ضمه كأحد التخصصات في مراكز التكوين المهني، أما بالنسبة للمعرض فقد كان فرصة مكنتهم من الاتصال بالمسؤولين واستقبال انشغالات الشباب الذين أرادوا الحصول على تمويل لتربية الحلزونيات.