بالقدر الذي يتضاحك فيه المسؤولون على أذقان متسوليهم من مواطنين تاهوا بين طوابير أزمات ''السيولة'' وبين واقع القيلولة الحكومية المتمددة على طول مظاهر البؤس الاجتماعي والسياسي، بذاك القدر وبنفس الكمية منه حجز الضحك والتضاحك له موقعا بين معاشر المتضاحك منهم وعليهم، لنصبح بقدرة ''ضاحك'' حيوانات ضاحكة تنام على ضحكة وتصحو على أخرى ··قبل أربع سنوات من تجربة الاستثمار في تربية ''الحلزون'' بولاية ميلة والتي أزمع أحد العباقرة تجسيدها على أرض و''عرض'' ميلة وسط تشجيع وتصفيق رسمي من ''حلزونات'' الفلاحة، كنت قد عايشت ببلدتي، حيث للأغنام لحم وشحم وفحم قيد الاحتراق، نكتة ''نادرة'' بطلها مستثمر من نوع ''خاص''، لم يجد من فكرة يتضاحك بها على مضحكات ''الفلاحة'' والحكومة ببلادنا، سوى إعلانه الاستثمار في حديقة سمكية بمنطقة يعرف الجميع أنها مرعى للأغنام، ورغم سذاجة فكرة أن تبيع سمكا لمن فطوره وغذاؤه لحما، إلا أن الفكرة مرت وسلطات تلك البلدة نوهت بحديقة الأسماك واعتبرتها بداية لنقل ملوحة وأسماك البحر من الشمال إلى الجنوب، لينال المستثمر السمكي الرعاية السامية من طرف من أكلوا ''سمكة'' أفريل وجانفي وفبراير··مخزون السخرية والضحك على ''الحلزونات'' البيومترية في هذا البلد، بلغ أوجه، وكما ''جماعة'' الفوق يتضاحكون ويضحكون على أذقان مواطن يعيش أزمة حليب حادة قايضوها بالاستثمار في حلب ''الحلزون''، فإن المواطن ذاته المضحوك عليه ومنه قد حفظ الدرس لذلك فلا بأس إن صحونا في يوم ما على مشاريع استثمارية من نوعية حديقة لتربية النمل، وأخرى لتشجيع الاستثمار في ''القمل''، بالإضافة إلى البقية الباقية من مُضحكات ''حلزون'' ميلة الذي دخل تاريخ تصدير الضحك الفلاحي إلى دول الخارج·