يعاني سكان بلدية الماين بولاية عين الدفلى من كل أنواع الحرمان من العصرنة وانعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة كالمنازل اللائقة والماء والإنارة العمومية، إضافة إلى الغياب التام لكل أنواع الخدمات خاصة الصحية منها، وهو الوضع الذي يعيشه سكان هذه البلدية التي تعد من أكبر بلديات الولاية مساحة وأكثرها فقرا، ما جعلهم يعيشون في ظروف جد صعبة، لتزيد السلطات البلدية معاناتهم التي طال أمدها. حسرة السكان كبيرة على »الملايير« التي ضاعت أكدت مصادر موثوقة للسلام أن هذه البلدية تعرف تضييعا لا مسبوقا لعشرات الملايير التي صرفت على مشاريع عديدة غير مدروسة، مثل مشروع قرية «تيماكسيوين» التي شيدت في مكان لم ولن يسكنه أي شخص حسب محدثينا، لأنه بعيد عن المناطق السكنية بعشرات الكيلومترات، حيث وصل مبلغ تشييدها إلى أكثر 20 مليار سنتيم، إضافة إلى إنجاز 04 مشاريع لآبار ارتوازية منها ثلاثة بفرقة الجواهرة، وهي مهيأة ومحاطة بسور يحميها، لكن الغريب أن السكان أكدوا أنهم لن يستفيدوا منها بأي شكل من الأشكال، لأنها كلها جافة، ليضيف البعض بأن مصالح البلدية تتمادى في ذلك، حيث وفرت شبكة الأنابيب لواحد منها، وتسعى لتوفير الكهرباء له، في شكل أثار حفيظة السكان، وجعلهم يتساءلون عن سر هذا التصرف غير المدروس العواقب، وسيزيد من معاناتهم مع الماء الذي يحضرونه بطرق بدائية من آبار غير مغطاة وعرضة لكل الأخطار التي يمكن أن تسببها المياه. انتشار هائل للمنازل الطوبية والبطالة من يتنقل إلى قرى ومداشر هذه البلدية التي تقع 65 كلم جنوب مركز الولاية ويلتقي بسكانها، سيجد أن مشاريع السكن الريفي لاتزال في بداياتها، بدليل وجود مجموعات معتبرة من التكتلات الكبيرة للمنازل الطوبية التي لاتزال تميز حتى مداشر بجوار مركز البلدية، وبها أرباب عائلات وشباب يعانون من البطالة التي نخرت أجسادهم وحولت حياتهم اليومية إلى جحيم، ليضيفوا أنهم راحوا ضحية الوعود التي تطلقها السلطات البلدية كل مرة من دون أن تجسدها على أرض الواقع. إلى جانب معاناة السكان من مشاكل أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها والمتمثلة في غياب الإنارة العمومية، إلى جانب اهتراء الطرقات وغياب أدنى المرافق الترفيهية وغيرها من النقائص الأخرى التي يشكو منها السكان. وفي هذا الصدد، أكد كل الشباب الذين التقتهم «السلام» في مركز البلدية وقرى الجواهرة والمخفي وأولاد باندو وأولاد مونة، أنه لا يوجد بهذه البلدية أي فرص عمل للشباب الذين نخرت البطالة عظامهم وجعلتهم يعيشون فراغا قاتلا، فبدل أن تدعمهم البلدية بمشاريع تناسب منطقتهم، راحت تضيع عليهم الفرص المتاحة كل مرة، ما جعل معظمهم يلجأ إلى الذهاب في معظم فترات السنة للعمل في ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة بالفلاحة وخاصة غرس وجني البطاطا، وفي ولايات مجاورة مثل العاصمة والبليدة وغيرها صيفا، باعتبار أن بلديتهم منطقة جبلية بالدرجة الأولى، وتصعب فيها هذه المهنة التي يتقنها معظم السكان، ليختار البعض الآخر الحديث عن لجوء الأطفال لوديان مستوية وأراض تابعة للخواص، يلعبون فيها كرة القدم خلسة عن أصحابها، فهؤلاء ليس لديهم فضاء آخر لممارسة الرياضة والترفيه عن أنفسهم، في ظل غياب كلي للمرافق الترفيهية والتثقيفية. وفي سياق متصل أشار رب العائلة الذي تصدعت غرفتان من منزله الطوبي، أن بيته لا زال على حاله رغم تعاقب الأسابيع، فالسلطات لم تكلف نفسها عناء إيجاد مكان آمن له ولعائلته وتركته يعاني لوحده دون إظهار أي شكل من أشكال الاهتمام بمشاكل المواطنين. نقل المسافرين... حلم لم يتحقق بعد كما يواجه هؤلاء مشاكل حولت حياتهم اليومية إلى جحيم حقيقي لا يطاق وعلى رأسها الانعدام التام لنقل المسافرين عن مناطق «الجواهرة وأولاد باندو» و»المرجة»، بسبب وحيد هو اهتراء الطريق الولائي 110، ما أدى إلى عزوف الناقلين عن العمل في مختلف مناطق البلدية خوفا من تعرض حافلاتهم إلى أعطاب تزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار، إذ تتحول إلى برك مائية يستحيل المشي عليها، لذلك يطالب هؤلاء السلطات المعنية التدخل العاجل من أجل برمجة مشروع تهيئة الطرقات المؤدية إليها.وفي سياق متصل، أكد سكان مركز البلدية أنهم مضطرون لدفع 50 دينارا كاملة بسبب تنقلهم في حافلات الخط الرابط بين العطاف والماين في مسافة قدرها 35 كلم، ما يدعو إلى دراسة حقيقية للتسعيرة، كما أن سكان «المخفي والمرجة» يضطرون إلى دفع نفس المبلغ على مسافة 10 كلم فقط.هذا ولاحظت «السلام» أن جل المسؤولين يسكنون خارج هذه البلدية التي تعرف نقصا واضحا لتغطية الهاتف النقال لدى كل المتعاملين، في عديد المناطق المنخفضة فيها، كما أن معظم السكان يتنقلون إلى مدينة العطاف لأداء صلاة الجمعة بسبب الندرة التي تشهدها هذه البلدية حتى في المساجد، وانعداما تاما للمرشات العمومية وعديد المرافق الأخرى.