أكد سكان قرية "بنصر" المتواجدة ببلدية "الخروبة" جنوب شرق ولاية بومرداس، أنهم يعانون من نقائص بالجملة في جميع مجالات الحياة، جراء عدم مراعاة السلطات المحلية لمختلف انشغالاتهم ومتطلباتهم الضرورية. هذا وتشهد قرية "بنصر" كل أنواع الحرمان من ضروريات الحياة العصرية حب قاطنيها، وانعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة كالغاز،الماء والإنارة العمومية، إضافة إلى الغياب التام لكل أنواع الخدمات خاصة البريدية منها، وهو الوضع الذي يعيشه سكان هذه القرية المتكونة من حوالي 800 نسمة، ما جعلهم يعيشون في ظروف جد صعبة من دون أن تتدخل السلطات البلدية لإنهاء معاناتهم التي طالت حسبهم، حيث تنقلنا إلى القرية والتقينا بسكانها، أين وجدنا مجموعة من النسوة عائدات من منابع الماء، حاملات على ظهورهن دلاء الماء، وسألناهن عن سبب هذا العناء الذي يعيشنه، فأجابتنا أنهن في مشكل دائم مع الماء وهو ما جعلهن مجبرات على التنقل اليومي لاقتناء الماء، ثم سألناهن على أمور الشغل وتطلعات الشباب في هذه المنطقة، فكان جوابهن أن أبنائهم يصارعون البطالة بكل معنى الكلمة، ولكن بالرغم من الغياب الفادح لفرص العمل إلا أن بعض الشباب يعتمدون على تشغيل أنفسهم بأنفسهم بالعمل في المهن الحرة، فالبعض منهم يقوم بقطع الحطب من الغابات المجاورة وبيعه، والبعض الآخر يقوم بالأعمال الفلاحية كتربية المواشي وغرس بعض المستثمرات الفلاحية، لكن أعدادا أخرى من الشباب استسلموا لليأس وهربت من الواقع بشرب الخمر وتعاطي المخدرات.
شباب القرية يطالبون بالمرافق الترفيهية والرياضية يؤكد شباب قرية "بنصر" بالخروبة جنوب شر ق بومرداس، أنه لا يوجد بهذه القرية ولا بالقرى القريبة منها أي مرافق ترفيهية وتثقيفية، حيث وجدنا خلال زيارتنا لهذه القرية أطفالا يلعبون ألعابا تقليدية في وسط الطريق من رمي المسامير على الطوب وكرة القدم، مما يدل على أن هؤلاء الأطفال ليس لديهم فضاء آخر غير الطريق لممارسة الرياضة والترفيه عن أنفسهم، كما تنعدم بالقرية فرص العمل للشباب الذين نخرت البطالة عظامهم وجعلتهم يعيشون فراغا قاتلا، حيث لجأ البعض منهم إلى العمل بالفلاحة باعتبار أن القرية فلاحية بالدرجة الأولى، فيما اختار البعض الآخر طريق الانحراف واتباع أسلوب الآفات الاجتماعية كالمخدرات والسرقة.
اهتراء الطرقات زاد من معاناة السكان وفي هذا الصدد أكد شباب القرية أنهم يواجهون مشاكل عديدة، نغصت من حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم حقيقي لا يطاق، وعلى رأسها اهتراء الطرقات، خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار، إذ تتحول إلى برك مائية يستحيل المشي فيها، ناهيك عن عزوف الناقلين عن الدخول إلى القرية خوفا من تعرض مركباتهم إلى أعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، لذلك يطالب هؤلاء من السلطات المعنية التدخل العاجل من أجل برمجة مشروع تهيئة الطرقات المؤدية إلى هذه القرية. غياب الإنارة العمومية أدخلهم في دوامة من الخطر مشكل آخر طرحه لنا سكان القرية لا يقل أهمية عن سابقيه، وهي غياب الإنارة العمومية، ما جعل هذا الوضع يستغله اللصوص الذين يقومون بسرقة ممتلكات المواطنين في الفترة الليلية، حيث أكد أحد مواطني القرية أنه تعرض لعملية سرقة طالت هاتفه النقال، أين اعترضت سبيله عصابة مسلحة بالسلاح الأبيض فهددوه بالاعتداء إن لم يعطي لهم هاتفه النقال، وهو ما رضخ له الضحية، وهو ما يتطلب التدخل العاجل للسلطات البلدية والأمنية من أجل وضع حد لمثل هذه التصرفات التي باتت تؤرق المواطنين وتهدد أمنهم وسكينتهم.