في عمق الونشريس، تعيش مئات العائلات الجحيم، وبالأخص في منطقة القنانشة، التابعة لبلدية سيدي سليمان ..حياة يمتزج فيها الجهل والغبن والحرمان؛ فالسكان الصامدون في مكانهم ينقلون مرضاهم، أحيانا، على الألواح الخشبية والمدرسة بلا كهرباء، منذ 15 سنة. يقضي الأطفال أوقاتهم وراء القطعان أو جلب الماء والحطب. عزلة السكان ومعاناتهم تكبر وتتعمّق، خلال الشتاء، لعدم صلاحية المسالك والطرقات. في شرق بلدية سيدي سليمان، وعلى بعد حوالي 10 كيلومترات، يتجمّع سكان أولاد حمو وأولاد جلول، مشكّلين ما يسمى ببقعة القنانشة، لم يفارقوا الأرض رغم شحّها وموقعها الصعب، الذي يجعلها فريسة سهلة للإرهاب. فرغم قساوة وشقاوة العيش، إلا أن السكان يلخّصون هواجسهم ومعاناتهم اليومية في مشكلتي الطريق والمدرسة؛ فكلّ المسالك والطرق التي تربطهم وتوصلهم الى المركز ترابية، ما سهّل تدهورها واهتراءها، الى درجة انه بات من الصعب، أو المستحيل، أحيانا، التنقل عبرها فيستنجدون بالدواب، خصوصا في الطريق الرئيسي، الذي يربط المنطقة بالطريق الرابط بين سيدي سليمان وقرية الدحمانية. السكان أكدوا بالقول ''تتحول حياتنا الى جحيم أثناء تساقط الأمطار، بفعل التسرّبات الترابية والأوحال عبر هذه المسالك، فتصبح الحركة مستحيلة بالنسبة للمركبات، إضافة الى تخرّب جسورها. أما المدرسة فتعاني من مشكل غياب الكهرباء، منذ 15 سنة كاملة. وفي هذا الصدد، يقول السكان '' تنعدم الكهرباء في مدرستنا تماما. ورغم التطمينات و الوعود، التي تلقيناها، إلا أن الكهرباء لم تصل بعد''. أمر كهذا يصعّب من عملية التمدرس وظروفها وتتحول نظرة الأطفال للمدرسة من العلم والنور الى الكره و''الظلام''. وقد تساءل السكان عن دور السلطات في التكفل بالمدارس الابتدائية، التي صمدت في وجه الإرهاب ولم تغلق أبوابها، كما حدث في حوالي 80 مدرسة ابتدائية بالولاية. ويؤكد السكان انه في حالة استمرار الوضع السيئ للمنطقة وعدم تجاوب السلطات المحلية مع انشغالاتهم، خاصة بعد استتباب الأمن ستتعرض المنطقة لنزوح وهجرة جماعية. يومية ''الخبر'' بتاريخ 08/02/2009