حي بني مايدة تيسمسيلت أقدمت سلطات ولاية تيسمسيلت، عشية حلول شهر رمضان، على هدم حوالي 20 سكنا بحي بني مايدة في بلدية تيسمسيلت قالت أنها فوضوية وأنجزت خارج القانون. ودفعت بعائلاتها النازحة من الارهاب الى العراء. حيث لقي هذا الاجراء الذي سخرت له القوة العمومية غضبا شديدا وسط العائلات المتضررة. كان يوم أمس حي بني مايدة، جنوب شرقي مدينة تيسمسيلت، مسرحا لعملية هدم سكنات فوضوية أنجزتها عائلات نازحة من الارهاب من بلديتي سيدي العنتري ولرجام على مساحات شاغرة في الجهة الشمالية للحي. فقد سخرت السلطات القوة العمومية لانجاز المهمة. حيث تم اخراج العائلات وكل الافراد من داخل البيوت وايضا الممتلكات والاغراض الخاصة. وشرعت في عملية الهدم دون ان تأبه الى مصير هذه العائلات الفقيرة والفارة من جحيم الارهاب. حيث كشفت بعض العائلات ل''الخبر'' انها تقطن المكان منذ اكثر من 4 سنوات وان بحوزتها عدادات الكهرباء والماء وبحوزتها ايضا شهادات اقامة في حي بني مايدة. وتضيف انها ودعت سكنها في منطقة القواسم منذ مدة طويلة، وأن العودة من جديد اليها ضرب من الخيال. وتضيف بالقول ''اننا هنا كبقية النازحين من مختلف مناطق الولاية. وهناك الالاف من العائلات التي تعيش اوضاعا مثلنا في حي بني مايدة وحي حسان واحياء اخرى. وكل السلطات على علم بذلك. فلماذا يهدمون لعائلات ويتركون الاخرى قد لا تتوفر على عداد كهرباء او ماء مثلنا؟''. وتقول عائلات اخرى ''لقد رمونا في الشارع والعراء فاين نذهب الان؟ أهكذا تعامل الدولة ابناءها عشية شهر الرحمة والغفران؟ في ماذا نفكر الان في المأوى ام في رمضان أم في الدخول المدرسي أم في ماذا ؟ لقد وضعونا في جحيم''. ونحن نحاور رئيس الدائرة الذي أشرف على العملية في عين المكان حتى اطل رجل وخاطبه بالقول ''ان من بين هاته العائلات عمي، له 17 فردا انه يعيش في غبن فاين يسكنهم؟ لم يجد لهم مكانا غيرهذه البيوت فلماذ هكذا'' امرأة اخرى من عائلة شيخاوي تقول ''اني اسكن المكان منذ 4 سنوات وقمدت طلب سكن في سنة 98 لم واستفد وانا ارملة'' من جهته أوضح رئيس الدائرة بالقول ''ان هذه العائلات استغلت غياب المسؤولين الذين كانوا في عطلة خلال الايام الاخيرة، فانجزت سكنات خارج القانون في هذا المكان. ولذا من واجبنا كدولة ان نتصدى الى مثل هذه الانتهاكات غير الشرعية. لقد قمنا باحصائهم واشعارهم بقرارات الهدم عن طريق المحضر القضائي الثلاثاء الماضي''. وعن مصيرهم يقول ذات المسؤول ''هناك برنامج حكومي يخص عودة المواطنين الى مناطقهم الاصلية. ولذا عليهم الانخراط فيه من اجل تامين حياتهم''. لكن هذه البرامج الخاصة بعودة النازحين عرفت فشلا ذريعا في ولاية تيسمسيلت رغم الاموال التي رصدت واستهلكت في انجاز المشاريع في المناطق الريفية المهجورة خلال فترة العشرية السواء. من بينها منطقة القواسم التابعة لبلدية لرجام التي استهلكت لوحدها اكثر من 17 مليار سنتيم دون تسجيل نجاح لعملية العودة. كما ان سلطات ولاية تيسمسيلت عملت بكل قواها وبكل ما تملك من امكانات مادية منذ سنة 2000 الى يومنا هذا في إطار هذا المسعى، ولم تنجح في اقناع النازحين بمغادرة احياء عاصمة الولاية كحي حسان وبني مايدة وغيرها التي نزحت إليها.