أغتيل قابض بريد بلدية لرجام بولاية تيسمسيلت، ليلة الخميس إلى الجمعة الماضية، في مسكنه الوظيفي داخل مقر العمل من قبل أشخاص مجهولين، يرجّح أنهم لصوص من المنطقة استولوا على مبلغ مالي يقارب مليارا ونصف المليار سنتيم. لم يكتشف أمر الضحية إلا بعد مرور أكثر من 24 ساعة، أي في الليلة الموالية من طرف شقيقه الذي ظل يبحث عنه منذ صباح الجمعة؛ حيث أفادت مصادر موثوقة من عين المكان أن الضحية (ر. أ) البالغ من العمر 46 سنة عثر عليه وسط بركة من الدم وعلى جسده حوالي 20 طعنة. وتستبعد مصادرنا أن يكون لعملية الاغتيال علاقة بالعمل الإرهابي؛ حيث تشير في هذا الصدد شهادات سكان المنطقة أن الضحية عاد إلى بيته الواقع مساء الخميس، وبقي هناك وحيدا بعدما نقل عائلته إلى أحد أقربائه بولاية تيارت. ويعتقد الجميع أن جماعة لصوصية كانت تراقبه وتترصّد جميع تحركاته. وقد استغلت وجوده وحيدا ليلا في منزله الواقع داخل مقر العمل لتنفذ عملها الشنيع، وتأتي على أموال البريد. ولأن العملية تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع ظل الضحية وسط دمائه. غير أن شقيقه تفطن إلى هذا الانقطاع فراح يبحث عنه. وأضافت مصادرنا أن هذا الأخير فوجئ بسيل من الدماء، وهو يهم بالدخول إلى مقر العمل حيث يسكن أخوه؛ حيث عاد وأبلغ مصالح الأمن، إذ تنقّلت في حينها مصالح الدرك إلى عين المكان فطوقته. ومن جهتها باشرت مصالح الشرطة تحقيقا واسعا داخل مقر العمل، كما تم نقل الجثة إلى مصلحة التشريح بأحد مستشفيات تيارت. هذا ونشير إلى أن مركز البريد ظل مغلقا يوم أمس في وجه المواطنين بسبب إجراءات التحقيق. وقد أثارت الحادثة موجة غضب واستياء كبيرة وسط المواطنين؛ حيث يرون أن الوضع الأمني في مدينتهم أصبح متدنيا، وان اللصوص انتقلوا إلى مرحلة خطيرة أصبحت تهدّد أمن وحياة السكان.