دعت مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية بولاية سطيف الشباب من حاملي الشهادات و خريجي مؤسسات التكوين في تخصصات الصيد البحري و تربية المائيات إلى الاستثمار في هذا النشاط حسب ما صرح يوم الاثنين ل (وأج) مدير القطاع جمال تبرقوقت. و استنادا لتبرقوقت فإن القدرات المائية التي تتوفر عليها ولاية سطيف تتيح الفرصة أمام الشباب المستثمرين لإنشاء مزارع سمكية و مؤسسات مصغرة في ميدان الصيد القاري و ذلك ضمن جهازي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب و الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر. كما أن موقع الولاية الإستراتيجي و توفرها على مشاريع كبيرة لبناء سدود التي تعتبر مخزون مفضل لأسماك الشبوط و كذا لتوفر محيطها على العديد من السدود التي تتميز بنشاط كثيف للصيد القاري يؤهلها لاحتضان مشاريع كبيرة في هذا المجال حسب ما أشار إليه نفس المسؤول . و اعتبر نفس المتحدث أن سد "زايري" ببلدية الأوريسيا (شمال سطيف) و الذي يعد أول مفرخة لصغار أسماك المياه العذبة بالجزائر المنجزة في إطار شراكة مع متعامل مجري و هيئات و مراكز معنية بالبحث و تطوير تربية المائيات واحد من الإمكانيات التي تفتح آفاقا "واعدة" للشباب لتطوير و ترقية هذا النوع من النشاطات. كما أن استفادة المنطقة و تدعيمها "قريبا" بسدي الموان و ذراع الديس (شرق و غرب سطيف) سيشكل "فرصة" سانحة لاستحداث مؤسسات مصغرة في نشاط الصيد القاري و النشاطات القبلية و البعدية . و سيساهم الاستثمار في هذا الميدان باستحداث مناصب شغل جديدة من جهة وتوفير المادة السمكية للمستهلك من جهة أخرى خاصة في ظل دعم الدولة للصيد القاري و تعميم تربية المائيات على مستوى الأوساط المائية ما سيمكن من تحسين القدرة الإنتاجية السمكية الوطنية خصوصا و أن الصيد القاري أصبح نشاطا عالميا و وطنيا مكملا للصيد البحري. و مكنت تظاهرة "الابواب المفتوحة" على هذا النشاط و التي نظمتها ذات المديرية في أكتوبر الأخير و المندرجة في إطار التحسيس بنظام مرافقة الاستثمار المنتج في شعب الصيد البحري و تربية المائيات من تقريب القطاع من الشباب و التعريف بالامتيازات التي توفرها الدولة ضمن آليات التشغيل للاستثمار في هذا النشاط لاستحداث مؤسسات صغيرة و متوسطة . و شارك في تلك التظاهرة العديد من المستفيدين من مشاريع استثمارية في مجال تربية المائيات خاصة منها شركات لتصبير الأسماك التي عرضت منتجات تصبير أسماك المياه العذبة مثل الشبوط المعلب و فرينة الشبوط و الكالسيوم المستخرج من هذا السمك . يذكر أن 4,7 مليون يرقة من أسماك الشبوط الفضي وكبير الفم تم إنتاجها خلال سنة 2013 على مستوى مفرخة أسماك المياه العذبة "الزايري" ببلدية الأوريسيا وجهت لاستزراع وإعادة استزراع عبر 11 سدا و مسطحا مائيا بعدة ولايات من الوطن . ومكنت هذه المفرخة المستلمة سنة 2010 بقدرة إنتاج تصل إلى 15 مليون وحدة والتي تطلبت تمويلا بقيمة 40 مليون د.ج من المساهمة في وضع حد لاستيراد صغار الأسماك من الخارج الذي لجأت إليه الجزائر منذ سنوات عديدة وكذا تنمية و تطوير هذا النشاط ذي الانعكاسات الإيجابية سواء اجتماعيا أو اقتصاديا كما تمت الإشارة إليه.