من المعروف بأن الجماهير الألمانية تعشق الأخطبوط" بول" بعد أن رجح أكثر من مرة كفة الماكينات الألمانية طوال منافسات كأس العالم، وتصدرت توقعات "بول" عناوين أشهر الصحف الألمانية والعالمية، حتى إن التلفزيون الألماني كان يقوم بنقل عملية اختيار الأخطبوط للعلم وعلى الهواء مباشرة. وتجدر الإشارة إلى أن الأخطبوط بول كان قد توقع فوز المنتخب الألماني على الأرجنتين وإنجلترا في حين راهن على خسارة الالمان ضد صربيا فيما توقع فوز الإسبان على ألمانيا في نصف النهائي وهو ما جعله عرضه للأكل والتهديد من قبل الشعب الالماني. وفي أعقاب هذه الردود الألمانية طالبت وزيرة البيئة الإسبانية إيلينا اسبينوزا الاتحاد الأوروبي بحماية"بول" كي لا يأكله الألمان أو يتعرضوا له, معربة عن أملها بأن يقوم هذا الأخطبوط بتوقع فوز بلادها على هولندا في مباراة الكأس يوم الأحد القادم. وفي اخر نبأ وأثناء كتابة هذه السطور توقع"بول" فوز اسبانيا على هولندا, وتنبأ بفوز المانيا على اوروجواي في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع, يشار الى أن هذه هي المرة الأولى التي يتوقع فيها"بول" نتيجة مباراة ليست المانيا طرفا فيها..فهل ستتحقق نبوءة هذا الأخطبوط؟. وبدوري أقول, هل سنطلب من هذا الأخطبوط أن يقوم بتبشيرنا متى سنصبح أمة متحضرة عصرية لا تؤمن بقتل النساء على خلفية الشرف, أمة تتوقف عن تخليد أمجاد أكلها التاريخ ولفها الغبار, أمة تحترم حقوق الانسان وحرية التعبير عن الرأي..وهل بامكان"بول" أن يتوقع متى ستعود اللحمة الوطنية الفلسطينية ومتى سيتم تحرير فلسطين..أجزم بأن"بول" سيرفض طلبنا, لأننا أمة قذفها التاريخ الى مزابله, فنحن فعلا أمة ضحكت من جهلها الأمم..أمة تصدق فيها مقولة الجنرال الصهيوني الحاقد موشي ديان بعد هزيمة حزيران عام 1967 :"العرب أمة لا تقرأ, وان قرأت لا تفهم, وان فهمت لا تطبق". وفي الختام وحتى لا يتم وصفي بأنني داعية لليأس أقول, اليوم، أو بعد سنة، أو بعد قرن، أو في آخر لحظة في عمر دنيانا هذه, سيأتي اليوم الذي سيكون فيه بامكاننا أن نسجل هدفا صحيحا في المرمى الكوني.."هدفا" يعيد لنا كرامتنا التي هدرت, فلا تسمحوا لليأس أن يدخل قلوبكم, والى لقاء في مونديال آخر.