في سابقة من نوعها في الطبعة السادسة اكتضت ساحة كويكول عن آخرها من طرف الشباب ومن لم يسعفه الحظ للدخول كان أكبر لمتابعة نجم الراب "المطرب دوبل كانون" الذي لم يتوان في إخراج منشاره ورمي الشيتة بعيدا، من خلال أغانيه وتعاليقه التي مزجت بين الفكاهة والنصيحة، واستطاع أن يثبت أن الأغنية الجزائرية مطلوبة ومسموعة وهي الوحيدة القادرة على النطق باسم الشباب. بدأ الجمهور السطايفي يتعود على سهرات جميلة الرائعة، مع اقتراب انتهاء العرس العربي، حيث عرفت السهرة السادسة حضور جمهور غفير، فلتت السيطرة عليه في أوقات كثيرة، خاصة أن أغلبيته من الشباب الذي تنقل للاستمتاع بأغاني السوري ''علي الديك'' ومطرب الشباب القبائلي محمد علاوة، لكن بالأخص للاستماع إلى أحد الأصوات الناطقة باسمهم والاستمتاع بكلمات وانتقادات لطفي دوبل كانون. انطلق الحفل في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، بعد أن امتلأ الموقع الأثري المخصص للجمهور، مع صعود الفرقة الموسيقية للفنان السوري علي الديك الذي كان مرفوقا باثنين من الضاربين على الطبل، كانت وصلته كلها من التراث السوري، حيث أدى أجمل أغانيه وأكثرها شهرة في الجزائر، منها ''أعطيني رقم تليفونك''، ''الرمانة'' و''حسنة'' وحاول في كل مرة أن يقحم اسم الجزائر وكانت أكثرها إثارة أغنية ''طل الصباح لك علوش''، التي اهتز لها الجمهور، وسط ضربات الطبل، حيث نزل ضاربا الطبل إلى الجمهور ورقص الجميع حاملين العلم الوطني. وقد نجح الديك في استدراج الشباب، رغم أن أغلبهم كان ينتظرون صعود لطفي ومحمد علاوة، إلا أنهم احترموا الفنان السوري وتجاوبوا معه، بعد أن تمكن من الاستحواذ على حماسهم، ليختم وصلته بأغنية ''نسوانجي'' التي تجاوب مع كلماتها الشباب. خصص الجزء الثاني من السهرة السادسة لواحد من أجمل الأصوات القبائلية وأكثرها طلبا محمد علاوة الذي دخل المسرح تحت تصفيقات الجمهور، وكان الرّد بداية بأغنيته الجميلة والرائعة ''الحبيو أمزوارو''، أي ''الحب الأول''، ليتبعها بأغنية ''أسد أسد انغور'' أي ''تعالي عندي''، ثم ''افافا الشيخ''، فأغنيته الشهيرة ''ألو التريسيتي''، ليواصل وصلته بأجمل ما قدّم طيلة عمره الفني، وسط تجاوب كبير من الجميع فغنى ''أنا فتسويت'' ''يا الربيع''، ثم رائعته ''أياسم'' ومعنى كلماتها ''يوم بعدت عني، أحسست بالموت لحقني''. وفجأة ودون مقدمات دخل المطرب المحبوب جدا من طرف الشباب إلى المسرح، دوبل كانون، واندمج في مزيج من الأغنية القبائلية والراب ''أفوس أفوس''، مع محمد علاوة، وسط هتاف كبير، وانفجر المسرح لطفي لطفي، وسط هتافات صاخبة واستمر الوضع كذلك طيلة وصلة لطفي الذي بقي بمفرده بعد انصراف علاوة. وما زاد السهرة متعة أنها اختلطت بين الغناء والتعاليق المثيرة للطفي التي كانت تحدث موجة من الضحك، بداية عندما صعد ''نحن اليوم معكم بعد غياب، أصبحوا لا يوجهون لنا الدعوات، ربما كان السيف قاطعا''، وواصل لطفي في نفس الأسلوب طيلة ما تبقى من السّهرة، خاصة مع أغانيه المنتقدة للسلطة وأجهزتها بداية من ''الكافي'' ، ''ويلي ويلي على الجيل''، ''آه يا لبحر'' و''بلاد ميكي'' وختمها بأغنية للفريق الوطني.