أبدى الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي موافقته على إطلاق سراح أمير الراي الشاب مامي في إطار العفو الرئاسي الذي منحه إياه بطلب من هيئة الدفاع التي تقدمت به إلى الرئاسة الفرنسية وطالبت بحصول موكلها على الحرية بما يكفله الدستور الفرنسي في أحد مواده القانونية وقد أكد محامي الدفاع الأستاذ خالد لزبر أنه تلقى رسميا تصريحا كتابيا من ديوان الرئاسة ردا على طلبه يفيد بموافقة الرئيس الذي أبدى اهتماما كبيرا بقضية أمير أغنية الراي الشاب مامي وعليه فإن الرئاسة الفرنسية قد كلفت وزارة العدل بالإشراف على الجانب الإجرائي والقانوني لهذه القضية. ومن جهته فإن الشاب مامي قد اعتنم فرصة تواجده بالسجن وحضر لألبوم جديد بعنوان »مقدرة« الذي يشمل مجموعة من الأغاني تتحدث عن تجربته كسجين وكيف قضى 16 شهرا كاملا وهو بين هذه الجدران المؤصدة والمحيط البيئي الذي عزله عن جمهوره الكبير علما أن هذه الأغاني كلها من كلماته وتلحينه، وبمجرد معرفة دور النشر العالمية بهذا الألبوم فإن الطلبات صارت تتهاطل على مدير أعماله قصد تسجيل هذا الألبوم الذي سيحدث ضجة كبيرة بالسوق الأوروبية حسبما أكده بعض المقربين من الشاب مامي، وتبقى التفاصيل غامضة بسبب التكتم الكبير عن هذا الألبوم الغنائي الذي ينتظره الجمهور بفارغ الصبر والذي من المرتقب أن يصدر فور خروج أمير الراي من السجن بفضل العفو الرئاسي الذي استفاد منه. وتجدر الإشارة أن هذا القرار الرئاسي قد جاء موازاة مع طلب الإفراج المشروط لدى محكمة باريس الذي تقدمت به هيئة الدفاع حين أعطى قاضي التحقيق تنفيذ العقوبات بسجن »مولان« الذي يتواجد فيه مامي الموافقة المبدئية على هذا الطلب اعتمادا على مادة في القانون الفرنسي الذي تسمح بتقليص مدة السجن من 5 سنوات إلى سنة واحدة لكل سجين له طفل يقل عمره عن 10 سنوات علما أن إبنة مامي التي أنجبها من المصورة الصحفية إيزابيل سيمون تبلغ الآن 3 أعوام وقد صرح هذا الأخير بالمحكمة أنه مستعد تماما للتكفل بإبنته الصغيرة في الوقت الذي اشترط فيه قاضي تنفيذ العقوبات على هيئة الدفاع اخطار الضحية إيزابيل لترسيم قرار الإفراج المشروط وهو ما تعمل عليه هيئة الدفاع حتى يتمكن الشاب مامي من الحصول على حريته المشروطة مع نهاية شهر سبتمبر. لكن صادف الأمر أن استفاد مغني الراي من عفو رئاسي دعم قضيته وأعطاه حظوظا للخروج من السجن مع نهاية هذا الشهر. لتكون بذلك قصة الشاب مامي من أكثر القصص المحزنة التي عرفها الجمهور الجزائري والذي تابع أحداثها منذ سنة 2005 عندما حددت المحكمة الجنائية الفرنسية يوما لمحاكمة هذا الأخير بتهمة محاولة ممارسة الإجهاض الإجباري على صديقته السابقة إيزابيل سيمون حسبما نقلته الصحف الفرنسية ومنذ تلك الفترة صار الشاب مامي واسمه الحقيقي محمد خليفاتي مطلوب بموجب أمر اعتقالي دولي من قبل الأنتروبول وعقب توجيهه التهمة في 16 جانفي 2007 طالبت هيئة انقاذ القانون الدولية من الجزائر ترحيله إلى فرنسا لتمثيله أمام المحكمة وقد نفى مامي تورطه في القضية لكن هذا لم يفده أبدا وتم ايقافه بسجن »لاسانته« في باريس بعد أن أكدت الضحية البالغة 43 سنة أنها تعرضت للإعتداء. وتبقى مجريات هذه القضية من أكثر الأخبار التي تناولها الإعلام الأوروبي وكتبت عنها الصحف الفرنسية وفور خروج أمير الراي من السجن ستكون هناك قصص أخرى وسيتصدر الشاب مامي أخبار الجرائد والمجلات من خلال ألبومه الجديد الذي يبدو أنه سيخلق ثورة فنية في عالم السوق كونه يروي قصة نجم مشهور داخل السجون كما يمكن أن يعطي تفاصيل أكثر مجهولا ستزيد من طابع الإثارة. كما أن قصة الشاب مامي هي عبرة لكل المغتربين المتواجدين على الأراضي الفرنسية مما يجعل الدولة الجزائرية تفكر في حل لهذه المشاكل التي يواجهها أبناء المهجر وأولها خلق قانون يحميهم ويحمي كرامتهم.