افتتح أول أمس ببازر سكرة قرب مدينة العلمة بسطيف المهرجان الثاني "حيزية للتراث والفنون الشعبية" على وقع عروض الفانتازيا بمشاركة نحو 300 فارس وبحضور وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد إسماعيل ميمون الذي أعطى بالمناسبة إشارة انطلاق هذه الفعاليات. الجمهور كان في الموعد على الرغم من تساقط الأمطار بميدان الفروسية بهذه البلدة لحضور وسط أجواء حماسية تطبعها الألوان التظاهرات المرتقبة في إطار هذا المهرجان الذي سيتواصل إلى غاية الخميس المقبل. وبالإضافة إلى الاستعراضات الرائعة للفرسان التي أدوها على وقع الغناء الفلكلوري ودوي طلقات البارود نصبت خيمة تحتضن الفرق المشاركة وشعراء محليين للملحون وسط ديكور مستلهم من حياة البدو الرحل الذين كانت بازر سكرة قبلة لهم. وارتبطت هذه البلدة بملحمة حيزية حيث ذكرت بالاسم في قصيدة بن قيطون الذي أرخ شعريا لهذه الملحمة التي تجمع في قصّة حب رومانسية بين حيزية بنت أحمد بلباي وابن عمها سعيد وكلاهما من منطقة سيدي خالد بولاية بسكرة. وقد تميزالمهرجان بعرض ثالثا لملحمة حيزية بعد عملين سابقين أحدهما لعز الدين ميهوبي وسمي العرض "مطر الذاكرة"، الذي يعد عملا فنيا تاريخيا حاول من خلاله المؤلف عبد الوهاب تمهاشت تجاوز المألوف والتميز بإعادة تجسيد قصة الحب التراثية بين أسعيد و حيزية بأدوات حديثة من خلال موسيقى وأداء جديد، وكان العرض سيدوم أكثر من 50 دقيقة لولا زخات المطر التي أجبرت الجميع على المغادرة وتوقيف العرض قبل اختتامه، مما خلف حالة من الإستياء وسط الجماهير الغفيرة التي غزت المكان. وألح وزير السياحة والصناعة التقليدية لدى زيارته معرض يبرز بمناسبة هذا المهرجان الصناعة التقليدية لعشرين ولاية على أهمية ترقية الصناعة التقليدية الوطنية باعتبارها نشاطا مكملا للسياحة. وأعلن الوزير في هذا السياق عن فتح بداية من هذا الصيف فضاءات مخصصة للصناعة التقليدية عبر مختلف المدن الشاطئية بساحل البلاد ما سيسمح حسبه- للسياح والمصطافين باكتشاف ثراء التراث الجزائري. وثد تميزت عشية أمس بتواصل فعاليات المهرجان بإلقاء محاضرات حول الأدب الشعبي" وحفلات فنية وعروض في الفانتازيا.