حتى وقتٍ سابق من هذا العام, كان أصدقاء الطالب البالغ من العمر 19 عامًا، من العاصمة الطاجيكيَّة دوشانبي, وعائلته ينادونه باسم "شوهراخ", إلا أنه في الآونة الأخيرة قرَّر التخلي عن اسمه الأول "طاجيكي بحت" مستبدلًا به اسم "محمد" نبي الإسلام (صلى الله عليه وسلم). "اتخذتُ هذا القرار تدريجيًّا، بعدما عرفته عن الإسلام، وكانت لديَّ رغبه في الحصول على اسم إسلامي يناسبني", مضيفًا: "حينما علمتُ أن الناس سوف يُنادَون يوم القيامة بأسمائهم الأولى, أردت أن أُنادى محمدًا". وعلى غرار "محمد", اختار العديد من الشبان، في سن المراهقة وأوائل العشرينات، أسماء جديدة, وتزايد عدد الآباء الذين يسمون أطفالهم بأسماء إسلاميَّة, وهو اتجاه يعكس التأثير المتنامي للإسلام بين شعب طاجيكستان, حسبما يقول المراقبون. بنون وبنات يحمل خُمس فتيات "دوشانبي" أسماء إسلاميَّة, أكثرها شعبية هو "سمية", وفقًا لمسئولين في مكتب التسجيل المدني في العاصمة, حيث يقول "زيبو بوبجونافو", مدير مكتب التسجيل المدني بمدينة شوهمنصور في دوشانبي: "هناك أسماء أخرى لها شعبيَّة، منها "آسيا", و"عائشة"، مضيفًا: "لم نسمع مثل هذه الأسماء قبل خمس سنوات, بينما كانت الأسماء الإيرانيَّة والهنديَّة مثل جوجوش, أنتويتو, وأنديرا هي الأكثر شهرة، بحسب الآباء القادمين إلى مكتبنا للحصول على شهادات ميلاد لأطفالهم". أما الأولاد فيتسمون بأسماء شخصيَّات إسلاميَّة بارزة مثل محمد, يوسف, عبد الله, وأبو بكر... ويشجِّع بعض رجال الدين المحليين والأئمة الناس على اختيار الأسماء الإسلاميَّة لأبنائهم, ويشعرون أن ذلك جزءٌ من واجبهم الدعوي، بحسب حاج ميرزو أبرونوف, رجل الدين البارز وإمام مسجد في بلدة كلوب الجنوبيَّة. ويقول أبرونوف: "أخبر الناس أن أحبّ الأسماء إلى الله هي عبد الله وعبد الرحمن, وكل الأسماء التي يسبقها كلمة "عبد" تليها صفات الله, مثل عبد القهار, وعبد الرحيم". حماس ديني يُشار إلى أن رجال الدين والأئمة يتمتعون باحترامٍ هائل بين مجتمعاتهم المحليَّة, كما أن التوجُّه نحو الإسلام في ازدياد كل يوم في طاجيكستان؛ فالفتيان بين عمر السادسة والسابعة يداومون على حضور صلاة العشاء في المساجد المجاورة لهم، والتي تليها خطب الأئمَّة. وتنتشر الأقراص المدمجة التي تحتوي على خطب رجال الدين لشرح القِيَم الإسلاميَّة على نطاق واسع في الأسواق المحليَّة, ويقول ديلشود رحيموف, المتخصص في الفن والثقافة، والمقيم في دوشانبي: "إن هذه الخطب والكتابات الدينية الوفيرة لها تأثير هائل على الشباب". منذ سنوات قليلة مضتْ لم تكن أسماء مثل "سمية" أو "آسيا" تُعرف في طاجيكستان, بينما كان يفضِّل كثيرٌ من الآباء الأسماء الفارسيَّة القديمة لأطفالهم, في الثمانينيات والتسعينيات، وكانت أسماء شخصيات القرن العاشر، كالشاعر الفارسي أبو القاسم الفردوسي "شهنامه" هي الأكثر شعبيَّة على حد سواء بين الفتيات والفتيان, كما سميت مئات الآلاف من الفتيات الطاجيك بأسماء بعض الأميرات والملكات الفارسيات, في ذلك الوقت, في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي, حيث كانت وسائل الإعلام المحليَّة تشجع على إحياء التراث الفارسي القديم في البلاد. أما محمد, شوهراخ, فلم يسجل اسمه الإسلامي الجديد رسميًّا حتى الآن, حيث أن العمليَّة القانونيَّة لتغيير اسمه طويلةٌ ومعقَّدة ومكلِّفة, لكنه لا يهتمّ، ما دام "أصدقائي وعائلتي صاروا ينادوني باسمي الجديد، وهذا يكفي في الوقت الراهن".