كشف حاضرون خلال منتدى الأمن الوطني المنظم من طرف المديرية العامة للأمن الوطني بالمدرسة العليا للشرطة حول آفة العنف ضد الأطفال أن أشكال العنف بمختلف أنواعها صارت تتربص بالأطفال، ولعل أن إقحام تلك الفئة الضعيفة في عالم المخدرات من بين الآفات التي تتربص اليوم بالطفل الجزائري بحيث استغلت براءته من أجل منحه المخدرات على شكل حلويات بالنظر إلى حبه وشغفه الكبير على الحلويات. نسيمة خباجة فحلوى (تيك تاك) صنعت الحدث والتي تتداول كثيرا بين طلبة المتوسطات والثانويات بسبب نكهتها وبخس ثمنها فهي في أحسن الأحوال لا تتعدى مبلغ 45 دينارا والعقول المدبرة بالعصابات المافيوية آثرت أن تستقطب الأطفال إلى تلك الآفة عن طريق توزيع أخطر أنواع المخدرات والمهلوسات على شكل حلويات بالنظر إلى الشبه الكبير بينها وبين ذلك النوع من الحلوى ومذاقها الحلو. واستهدف طلاب المدارس من أجل انغماسهم في ذلك العالم المليء بالمخاطر ويعد الإدمان على المخدرات من بين صور العنف التي باتت تهدد الأطفال في الجزائر في مختلف المراحل والتي تتربص بهم في المحيط الخارجي أي خارج المدارس كون أن تلك الجماعات لا تتجرأ على وطء المدارس فتستقطبهم أمام المتوسطة أو الثانوية أو حتى على مستوى الابتدائيات، بحيث تقدم تلك السموم على شكل حلويات يهواها الأطفال كثيرا بل وحتى الكبار وهي المعروفة ب (تيك تاك) وصارت تلك المصائب تحبك ضد الأبرياء من أجل توريطهم في عالم المخدرات. لذلك نوه الحاضرون بخطورة الوضع وجاءت الإحصائيات معلنة أن 20 بالمائة من الأطفال من المحيط المدرسي مدمنون، وفي نفس السياق كشف السيد عبيدات عبد الكريم خبير دولي ومستشار للوقاية الجوارية ورعاية الشباب أن الجزائر تحصي 300 ألف مستهلك للمخدرات تتراوح أعمارهم ما بين 13 و35 عاما وأن حصة الأطفال هي 20 بالمائة ومست الآفة حتى الفتيات اللواتي وصلت نسبة الإدمان بين فئاتهن إلى 6 بالمائة، ونوه أن الوضع هو خطير جدا لاسيما وأن بعض المنحرفين باتوا يتربصون بالمدارس لاستقطاب التلاميذ بحيث تقدم لهم المخدرات على شكل حلويات بالنظر إلى الشبه الكبير بينها وبين نوع حلوى (تيك تاك) التي تشهد رواجا بين الطلبة فيأكلها التلميذ دون دراية ويدخل إلى عالم الإدمان من بابه الواسع، مضيفا أنه وجب فتح الأعين والرقابة الشديدة للأولياء كما بين الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام في هذا الإطار لاسيما وأن إقحام الطفل في عالم الإدمان هي من الآفات التي تدخل في صنف العنف ضد الأطفال الذي تجاوز الاعتداء بالضرب والتحرش الجنسي إلى آفة توريطه في عالم المخدرات، بحيث صار الطفل الصغير يطلع على شتى أنواع المخدرات من قنب هندي ومهلوسات ويعرفها بأسمائها منها (الشوشنة) و(الحمرا) و(الزرقا) وبات يحفظها عن ظهر قلب مثله مثل مروج كبير للمخدرات، وأشار السيد لعبيدي في نفس الإطار أن التلاميذ المطرودين من المدارس أو الراسبين دراسيا بعد تغلغلهم في عالم الانحراف عبر الشوارع تكون لهم نية استقطاب غيرهم من التلاميذ وأطاحوا حتى بالنجباء، ووصل الأمر حتى إلى حد ترويج المخدرات في أوساطهم وتقديمها على شكل حلويات. فالحذر هو جد مطلوب في هذه الحالة خاصة وأن النية السليمة في تذوق الحلوى من الطرف الآخر أدت إلى عواقب وخيمة كانت من نتائجها الصعبة ولوج العشرات من التلاميذ وحتى الراشدين في عالم المخدرات الذي يسهل الدخول إليه ويصعب الخروج منه.