من المنتظر أن تقوم وزارة الموارد المائية بإعداد مخطط وطني قبل حلول عام 2012، وهو عبارة عن خريطة تظهر المناطق المعرضة بدرجة أكبر إلى الفيضانات عبر مختلف القطر الوطني وذلك بالموازاة مع التقلبات الجوية التي تشهدها الجزائر خلال هذه السنوات الأخيرة وما تلحقه من أضرار ومخلفات على البنية التحتية لتلك المناطق الأكثر عرضة للفيضانات مثل ما حل بكل من باب الوادي، غردايةوبشار وغيرها من المناطق الأخرى· وأكد مدير الصرف الصحي والتهيئة بوزارة الموارد المائية، حسان أيت عمارة، أمس الأول متحدثا عبر أمواج القناة الإذاعية الثالثة الناطقة باللغة الفرنسية للإذاعة الوطنية، أن خريطة خاصة بالمناطق المعرضة للفيضانات ستكون جاهزة قبل حلول عام 2012 أي نهاية 2011· حيث يهدف هذا المخطط -حسب ذات المسؤول إلى مساعدة القائمين على القطاع معرفة أهم المناطق المعرضة لهذه الكوارث وكيفية تجنب الأخطار بالوقوف عند الأسباب وحلها من طرف الجهات المحلية لكل منطقة، كما أن الخريطة تلك تعتبر كأداة مساعدة لاتخاذ القرارات، علما أنه قد تم إحصاء مناطق الفيضانات، وهي المعطيات التي من شأنها مد يد العون على إنجاز خريطة كاملة، من أجل أن توضع هذه الخريطة في متناول كل أصحاب القرار على المستوى المحلي والوطني لتجنب ما يمكن تجنبه من كوارث مثل تلك التي حلت بمناطق مختلفة من الوطن على غرار باب الواديوغردايةوبشار وغيرها· كما أكد المسؤول ذاته بأنه سيتم وضع نظام إنذار ضد الفيضانات، حيث أشار إلى أن هذا النظام سيتم إنجازه بفضل التعاون والتمويل الخارجي مثلما هو معمول به في العديد من الدول خاصة خلال السنوات الأخيرة وما قابلها من تغيرات مناخية طارئة· وفي ذات السياق، أشار ذات المسؤول أنه تم صرف غلاف مالي قدره 40 مليار دينار من أجل حماية المدن المعرضة للفيضانات، مثل غرداية، سيدي بلعباس، تبسة وباتنة، حيث يتعلق الأمر بدرجة أكبر بالحماية الهيكلية، إنشاء السدود وإعادة تهيئة مجاري الأودية التي اتسعت درجة تهيئتها خلال السنوات الأخيرة مثلما هو ملاحظ حاليا ببعض المناطق التي تضررت من الأمطار الغزيرة وعلى رأسها كل من منطقة زرالدة بغرب العاصمة التي شهدت أحد وديانها إعادة تهيئة جذرية كلف خزينة الدولة الملايين بسبب ما أدى به إلى فيضان عارم منذ سنتين أتى على الأحياء المتواجدة بالقرب منه مثل القرية وغيرها كما تجرى الأشغال حاليا على مستوى واد متواجد ببلدية عين تاقورايت بتيبازة· وأضاف المتحدث ذاته أنه سيتم تأمين مجرى وادي ميزاب بغرداية بشكل تام، ضد الفيضانات، مع الانتهاء من أشغال السدين خلال الثلاثة أشهر المقبلة· من جهة أخرى تحدث أيت عمارة عن الأهمية القصوى التي يولى بها وادي الحراش لدى وزارتهم والذي سيشهد مخططا رائدا للتهيئة، يتعلق بتصفيته وحمايته من الفيضان· كما أشار مدير الصرف الصحي والتهيئة بوزارة الموارد المائية أنه حاليا لا يوجد أي عائق في مجرى وادي الحراش· مثل ما كان في السابق، أما بخصوص وادي بشار ورحومل بقسنطينة فسيستفيدان من مشاريع مماثلة مستقبلا ستكون بمثابة المتنفس لسكان تلك المناطق التي لا زال رعب فيضانها يرعب القاطنين بالجوار·