طالب العديد من شركات التكنولوجيا المستخدمين بتغيير جميع كلمات المرور (الباسوورد) الخاصة بهم، عقب اكتشاف ثغرة أمنية كبيرة. ونصحت مدونة "تمبلر" التابعة لشركة ياهو، جمهور المستخدمين بتغيير كلمات المرور التي يستخدمونها على النت. وقالت : "قوموا بتغيير كلمات المرور الخاصة بكم في كل مكان، خاصة في الخدمات التي تتطلب درجة تأمين عالية مثل البريد الإلكتروني، وتخزين الملفات والحسابات المصرفية". وكان مستشارو أمن قد أصدروا تحذيرات مشابهة من قبل حول الثغرة الأمنية، التي أطلقوا عليها "جرثومة القلب النازف" أو هارتبليد بغ. وجاء ذلك عقب الأخبار التي تحدثت عن وجود منتج يستخدم لحماية المعلومات، ربما يكون كشف عن السماح بالتصنت. وتوجد تلك الثغرة في برنامج يسمى "أوبن إس إس إل" OpenSSL، وهو برنامج تشفير مشهور، يستخدم لتحويل البيانات الحساسة المختلطة إلى رقمية، عندما تمر من وإلى الخوادم. لذلك فإن مزودي الخدمة ومستلمي البيانات هم فقط من يمكنهم الشعور بها. وإذا كانت هناك مؤسسة تستخدم برنامج أوبن إس إس إل، فإن المستخدمين يرون أيقونة قفل على متصفح الويب الخاص بهم، على الرغم من أن هذا يمكن أن يحدث أيضا من خلال منتجات منافسة. الخبراء اتخذوا شعار القلب النازف شعارا للثغرة الجديدة غوغل كشفت أن ثغرة القلب النازف موجودة منذ عامين مما يمثل تهديدا لمفاتيح تشفير المواقع وكان لهذه الثغرة تداعيات على وكالة جمع الضرائب الكندية، التي أوقفت خدماتها عبر الانترنت، "حتى إجراء تأمين كامل لكل المعلومات الموجودة لديها." نسخ المفاتيح وكانت شركتي غوغل و كودينوميكون للأمن، قد كشفتا الإثنين الماضي عن أن الخلل موجود في برنامج أوبن إس إس إل منذ ما يزيد عن عامين. وهو ما يمكن أن يكون قد استخدم في الكشف عن مفاتيح سرية يمكنها تعريف مزودي الخدمة التي توظف الشفرة. وذكرت الشركتان :"إذا ما نسخ المهاجمون هذه المفاتيح، يمكنهم سرقة أسماء وكلمات مرور مستخدمي الخدمات، وكذلك نسخ بياناتهم وكذلك إنشاء مواقع خداعية، ستظهر بصورة شرعية، لأنهم يستخدمون نفس الوثائق المسروقة." ومن غير المعروف حتى الآن إذا ما كان الاستخدام وقع قبل الكشف، وعند ذلك لن يترك أثرا، إلا إذا نشر القراصنة ما حصلوا عليه على الانترنت. وقال آري تاكانين، رئيس قسم التكنولوجيا بشركة كودينوميكون :"إذا قام البعض بالدخول إلى خدمة خلال نافذة ضعيفة (قابلة للاختراق)، عندها توجد فرصة للحصول على كلمة المرور بالفعل." لذلك فإنها فكرة جيدة "تغيير كلمة المرور في كل بوابات الويب المحدثة." وأصيب خبراء أمن آخرين بصدمة، عند الكشف عن الخلل الأمني. "كارثة هي الكلمة الصحيحة، أنها تتخطى مقياس من 1 إلى 10، لتحتل رقم 11"، كتب بروس شنير في مدونة. وتتفهم بي بي سي أن غوغل حذرت عدد من المؤسسات من القضية قبل أن تتحدث عنها بشكل علني، لذلك يمكنهم تحديث أجهزتهم لنسخة جديدة من أوبن إس إس إل، سيتم إطلاقها بداية الأسبوع. من ناحية أخرى، يبدو أن شركة ياهو لم تكن ضمن تلك القائمة، وذكر موقع "سي نت" للتكنولوجيا، أن بعض الأشخاص يمكنهم الحصول على كلمات أسماء المستخدمين وكلمات المرور من الشركة، قبل أن تقوم بإصلاح الخلل. وقال متحدث باسم الشركة :"فريقنا نجح في إنجاز التصحيح الملائم فيما يخص ياهو، الصفحة الرئيسة لياهو، محرك بحث ياهو، بريد ياهو، صفحة ياهو للمال، ياهو للرياضة، ياهو للطعام، ياهو تك، وكذلك في فلكر وتمبلر، ونعمل على تنفيذ الإصلاحات عبر بقية مواقعنا الآن." كلمات مرور جديدة "أي شخص لديه قدر متواضع من المهارات التكنولوجية، ربما يكون بإمكانه القيام بهجوم ناجح، والحصول على معلومات حساسة."" مسؤول بإحدى شركات أمن الانترنت ووصفت مجموعة إن سي سي، لأمن الانترنت، التي تقدم استشارات للعديد من الشركات الأعضاء في مؤشر إف تي إس إي 250 الاقتصادي، الموقف بأنه خطير. وأخبر أولي وايتهاوس، المدير المساعد للشركة، بي بي سي بأن مستوى المعرفة الآن لاستغلال هذه الثغرة الأمنية أقل بكثير مما كانت عليه الأوضاع قبل 36 ساعة. وأضاف :"أي شخص لديه قدر متواضع من المهارات التكنولوجية، لديه جهاز راسبري بي، ربما يكون بإمكانه القيام بهجوم ناجح، والحصول على معلومات حساسة." ونشر العديد من شركات الأمن ومطورين مستقلين، اختبارات على شبكة الانترنت لمساعدة الجمهور في اكتشاف إذا ما كانت الخدمات مازالت معرضة للخطر. لكن لا يوجد أي طريقة بسيطة يمكن من خلالها معرفة إذا كان هناك ثغرة من قبل. والمنظمات التي تستخدم خدمات معلومات الانترنت من مايكروسوفت، برامج خادم الويب ربما لم تتأثر. لكن شركة كودينوميكون لاحظت أن أكثر من 66 في المائة من المواقع النشطة على الانترنت تعتمد على بدائل مفتوحة المصدر آباتشي ونجينكس، والتي تستخدم برنامج أوبن إس إس إل. ومع هذا فإن بعض هذه المواقع يستخدم أيضا ميزة تسمى "السرية المتقدمة الكاملة"، والتي تساهم في الحد من اتصالاتهم التي يمكن أن تتعرض للقرصنة. لا تتعجل ورغم كل هذه الضجة إلا أن أحد الباحثين في معمل الكمبيوتر بجامعة كامبريدج، أوضح أنه سيكون رد فعل مبالغ فيه إذا طالبنا كل شخص بأن يترك ما يفعله لتغيير كلمة المرور، لكن مع هذا يجب أن تظل المخاوف موجودة. وأضاف الدكتور ستيفن مردوخ :"أعتقد أن خطر الكشف عن أي كلمة مرور منخفض أو متوسط." ويبقى تغيير كلمة المرور أمر سهل جدا، لذلك فهو ليس فكرة سيئة،" لكن لا يجب أن تتعجل في عمل هذا، إلا إذا كان هناك توصية من الخدمة لفعله".