أكد داود روعان، طبيب الحساسية، على ضرورة أخذ اللقاح المضاد للحساسية قبل موسم لقاح النباتات. وهي الأيام التي تسبق الانقلاب الموسمي التام بين الشتاء والربيع، مشيرا الى أن هذا المشكل الصحي يعاني منه آلاف الجزائريين، لكن لا يدرك الكثيرون إصابتهم من جهة. وآخرون لا يعرفون سبل الوقاية أو تخفيف المشكل من أجل راحتهم خلال الموسم، من جهة أخرى، داعيا الى أخذ جرعة اللقاح الوقائي ضد الحساسية، واستشارة الطبيب المختص قبل الإصابة بالمضاعفات، التي قد تبلغ مراحل متقدمة من الإصابة. فصل الربيع هو الموسم الذي تزهر فيه النباتات والأشجار، وتتلقح، خلاله، النباتات. وهو نفس الموسم الذي يصيب ذوي الحساسية بمضاعفات؛ عطس، سعال، احتقان الأنف، دمع العين، وسيلان الأنف، مصاحَبة، أحيانا، بصداع حاد وتعب وحتى حمى. وأكد المختص أن علاج الحساسية يكمن في الوقاية من مسببات الحساسية، وتبنّي سلوكات من شأنها السيطرة على المضاعفات التي قد تكون مزعجة جدا. وأضاف المتحدث أن حساسية الربيع تكون بالتحسس من حبوب الطلع، خاصة تجاه بعض الاشجار والنباتات؛ كأشجار الزيتون، ومن الغبار، والتربة؛ بسبب الجفاف الذي يبدأ خلال ذلك الموسم، وأن أول سلوك للوقاية من الحساسية، هو تجنب تلك المسببات، وتفادي التعرض لها، ثم الأخذ بالسبل العلاجية لتخفيف الآلام والاحتقان. وأضاف الطبيب أن الشخص الذي يعاني الحساسية، جهازه المناعي يتفاعل مع التعرض لبعض حبوب الطلع عن طريق إطلاق الهيستامين، وهو مسبب التهاب الأغشية المخاطية؛ ما يدفع الى الشعور بأعراض قريبة من أعراض نزلة البرد والأنفلونزا. وأكد المختص أن الحساسية قد تصيب حتى الأطفال وليس كبار السن فقط. وقد تكون نتيجة العامل الوراثي، الذي يجعل الطفل يصاب بنفس المشكل في سن مبكرة من حياته، موضحا أهمية التهوية سواء داخل المنزل، أو في العمل، أو حتى داخل السيارة بالنسبة للمصاب بحساسية الربيع، مشيرا الى أن هذا العامل مهم جدا؛ لتخفيف الاحتقان عن المصاب، وتجنب الغبار والمسببات التي قد تكون محبوسة في نفس الغرفة، تخلق، بذلك، حلقة مفرغة من الألم والانزعاج الى حين الابتعاد عن تلك المسببات. وفي الأخير، أوضح الطبيب داود روعان أن التعب والإرهاق الذي قد يشعر به المصاب هو من الأعراض المصاحبة لهذا المشكل. وينتهي بانتهاء الحساسية، داعيا الى إجراء الفحص الطبي، وإجراء تحليل الحساسية فور الشعور بأعراض مصاحبة للأنفلونزا، خصوصا إذا كان الأمر خارج الموسم؛ كاعتقاد الإصابة بنزلة برد بالرغم من اعتدال الجو. وأضاف أن علاج التحسس هو علاج طويل الأمد، يقي، خاصة، من مضاعفات الحساسية التي قد تتحول الى مشكل ربو تحسسي. ويتم ذلك بتعريض المصاب لمسببات الحساسية، التي تؤدي إلى ردة فعل الجهار المناعي مع الأمر، ثم تحمل في الأخير المادة المسببة للحساسية، وذلك وفق استشارة طبية دقيقة، يحدد فيها الطبيب مدى قابلية الجسم لتحمّل هذا النوع من العلاج، خصوصا على صغار السن. ويكون البروتوكول العلاجي مصاحَبا بوصفة طبية من أدوية علاجية، خاصة بتخفيف وزيادة الجرعة، حسب استجابة الجسم، وذلك قبل بداية موسم الحساسية، ليمتد، تقريبا، بين ثلاثة وأربعة أشهر.