تشكل المنشطات واحدة من التحديات التي تسيء إلى النخب الرياضية في مختلف الرياضات. وانطلاقا من الأخطاء التي لاتزال تُرتكب من بعض الرياضيين عن جهل أو غفلة ما يجعلهم يقعون في فخ تناول المنشطات الموجودة في بعض الأدوية أو المكملات الغذائية ويتعرضون، بموجبها، لعقوبة الإقصاء من اللعب التي تتراوح بين عامين وست سنوات، اختارت الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات بعد تنظيم لقائها الوطني حول سبل حماية الرياضيّ من المنشطات، أن تبادر بتنظيم لقاءات تحسيسية جهوية بعدد من ولايات الوطن، فكانت البداية، حسب الأخصائية النفسانية بالوكالة عافية دنيا زاد، من ولاية البليدة. قالت الأخصائية النفسانية عافية دنيا زاد في معرض حديثها، ل "المساء"، على هامش إشرافها رفقة طاقم طبي على تنظيم يوم إعلامي تحسيسي، مؤخرا، حول المنشطات ومخاطرها على الرياضي، بملعب الشهيد مصطفى تشاكر، بأن الأيام التحسيسية في صفوف الرياضيين، غاية في الأهمية بالنظر إلى التغيرات التي تطرأ على الأدوية والمكملات الغذائية، والتي تُدرج في قائمة المواد المحظورة على الرياضيين، لاحتوائها على نسب من المواد المنشطة، والتي يمكن أن يتناولها الرياضي دون علمه. وحسبها، فإن الحملة التحسيسية التي يجري العمل عليها على المستوى الوطني، لا تخص الرياضيين فقط، بل تتعداهم الى المدربين، والأطقم المرافقة للفرق الرياضية، لأن إلمام الرياضي بكل ما يتعلق بالمواد والأدوية التي يُحتمل أن يكون فيها منشط، غير كاف؛ فالطبيب المرافق والمدرب يمكن، أيضا، أن يكون هو المتسبب في الدفع بالرياضي إلى الوقوع في الخطأ، لافتة الى أن الرياضي، حقيقة، هو إنسان، وجسمه معرض للإصابة بالمرض، ولكن على خلاف الغير، لا يمكنه تناول أي دواء. ومن هنا تظهر الخطورة؛ الأمر الذي يتطلب إطلاع الرياضي على بعض الإجراءات والخطوات التي يجب التنبه إليها قبل الإقدام على تناول دواء أو مكمل غذائي؛ حتى لا يقع في فخ تناول المنشطات، ومن ثمة يعاقَب من سنتين إلى 6 سنوات، يُبعد فيها عن الممارسة الرياضية. وحسب المتحدثة، فإن الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات تسجل بصورة دورية، حالات لرياضيين تناولوا منشطات، بعضها عن قصد، وبعضها الآخر عن جهل، خاصة في ما يتعلق بالمكملات الغذائية، لافتة إلى أن أغلب الرياضات التي عادة ما يميل فيها الرياضي إلى تناول المنشطات في بعض الأحيان، هي الرياضات التي تتطلب جهدا كبيرا؛ مثل رياضة كرة القدم، أو الملاكمة، أو التنس، ولكن هذا لا يعني، وفق المتحدثة، أن بعض الرياضات الأخرى لا يتم فيها تسجيل مثل هذه الحالات، ما يعني أن الحملات التحسيسية غاية في الأهمية، خاصة بالنسبة للذين يقبلون على تناول المكملات الغذائية التي يجهل فيها بعض الرياضيين أن بعض المكملات الغذائية تحتوي على نسب من المنشطات، ما يتطلب، حسب المختصة، "البحث دائما بمعية الطبيب المختص أو المدرب، عن المكملات الغذائية المرخصة عالميا قبل تناولها". من جهة أخرى، أشارت المتحدثة إلى أن بعض الرياضيين مصابون بأمراض مزمنة مثل مرض السكري، ويتناولون أدويتهم على اعتبار أنها مرخصة. ولكن في المقابل، نجد أدوية تحتوي على نسب من المنشطات، التي تتطلب أن يكون الرياضي مرخص له بها حتى يكون محميا. وهي واحدة، أيضا، من النقاط التي يجري توعية بها مختلف الرياضيين خاصة الفئة الشابة، لا سيما أن القائمة العالمية التي تمنع تناول الرياضيين بعض الأدوية والمكملات الغذائية، يجري تحيينها كل سنة؛ ما يعني مزيدا من الحذر.