تواصل وسائل الإعلام الفرنسية هجومها القاسي على الدولي الجزائري إسماعيل بن ناصر بعد كل مباراة يلعبها مع نادي أولمبيك مرسيليا، واصفة إياه ب"الصفقة الفاشلة"، واللاعب الذي لا يقدم شيئا على أرضية الملعب، وبأنه يلعب، فقط، أساسيا؛ بسبب إعجاب مدرب مرسيليا الإيطالي روبرتو دي زيربي، بإمكاناته الفنية منذ فترة طويلة. ووصل الأمر إلى درجة السخرية من نجم "الخضر"، والتأكيد على أن حتى تمريراته تستهدف اللوحات الإشهارية في الملعب، ولا تصل زملاءه. أعدت صحيفة "لابروفانس" الفرنسية والمقربة من نادي أولمبيك مرسيليا، تقريرا قاسيا، هاجمت فيه لاعب "الخضر" إسماعيل بن ناصر بقوة، وبطريقة أثارت حيرة المتابعين وأنصار نادي الجنوب الفرنسي. فرغم مكانته كأحد النجوم المعروفين في القارة العجوز، يواجه بن ناصر صعوبة في إظهار إمكاناته الكاملة، خاصة بعد تعرض فريقه لأربع هزائم في آخر 6 مباريات في البطولة الفرنسية. واتهم المصدر بن ناصر بعدم امتلاكه القدرة البدنية اللازمة للتألق على أعلى مستوى. وجاء في التقرير: "بعد بداية مقنعة في مبارتي أنجيه وسانت إيتيان، يواصل اللاعب الجزائري خيبة الأمل". وأضاف: "لقد أثبت اللاعب الذي تم الثناء على جودته التقنية، أنه غير دقيق مرة أخرى، لأن تمريراته تضرب اللوحات الإعلانية في الملعب، ولا تصل زملاءه. ولا يبدو الأمر أكثر طمأنينة دون كرة أيضا، لأن حالته البدنية مشكوك فيها"، في سخرية واضحة من المهارات الفنية، وقيمة اللاعب الجزائري المعروفة مع نادي ميلان الإيطالي لعدة مواسم، الأمر الذي يثير الحيرة بخصوص تعامل الفرنسيين مع بن ناصر، الذي لم يَسلم من انتقاداتهم منذ اليوم الأول له مع نادي الجنوب الفرنسي، الذي يلعب له معارا من الروسونيري. ومن المرجح أن لا يطيل بقاءه مع مرسيليا في ظل هذه الظروف غير الصحية تماما بالنسبة له. من جهة أخرى، لم تقتصر الانتقادات التي طالت بن ناصر في فرنسا على طريقة لعبه أو أدائه فوق المستطيل الأخضر، بل تعدتها إلى طريقة لباسه، والتزامه الديني، حيث حرك بعض المحللين وأطراف من اليمين المتطرف، مسألة لعبه بسروال طويل يغطي ركبتيه. وطالبوا بمعاقبته، وإجباره على التخلي عن هذه العادة؛ لأنها تبرز، حسبهم، طابعا دينيا لا يجب أن يكون حاضرا في الملاعب الفرنسية، وهو ما يؤكد الحقد الدفين الذي يكنّه الفرنسيون لبن ناصر خاصة، واللاعبين الجزائريين على العموم، كما حدث مع يوسف عطال، مثلا، بعد تضامنه مع غزة، والكثير من اللاعبين الآخرين؛ بسبب إصرارهم على الصيام على غرار جوان حجام، عندما كان لاعبا في نادي نانت الفرنسي.