حققت ولاية الجلفة إنتاجا وافرا من اللحوم الحمراء خلال الموسم الفلاحي 2012-2013 فاق كمية 423.000 قنطار محتلة بذلك الصدارة على المستوى الوطني في توفير هذه المادة الاستهلاكية. وذكر مسؤولو المصالح الفلاحية أنه بفضل هذا الإنتاج، فإن ولاية الجلفة تشارك في توفير مادة اللحوم الحمراء بنسبة 9 بالمائة من الإنتاج الوطني محتلة بذلك المرتبة الأولى وطنيا. كما تجاوزت الولاية بهذا الانتاج مؤشرات عقود النجاعة التي كانت تتوقع بلوغ 287.620 قنطارا خلال 2013 فيما بلغت القيمة المالية له ما يقارب 44 مليار و551 مليون دج. وتحتل بلدية عين الإبل بولاية الجلفة المرتبة الأولى من بين بلديات الوطن وذلك للمرة الثانية كمنتج قوي للحوم الحمراء. وتفيد معطيات المصالح الفلاحية أن معدل الإنتاج في شعبة اللحوم الحمراء بولاية الجلفة هي في تزايد مستمر. فبعد أن كان الإنتاج لا يتعدى 228.000 قنطار في 2004 تضاعف خلال 10 سنوات. ويرجع المختصون التطور الحاصل في هذا الإنتاج إلى عدة عوامل أهمها العدد الكبير للموالين وتشبثهم بمهنة تربية الأغنام، حيث يقارب عدد رؤوس الماشية بالولاية الجلفة ال3 ملايين رأسا. كما ساهم في تطوير هذه الشعبة و الارتقاء بها إجراءات المرافقة التي توفر الدولة للموالين سواء من حيث توفير الأعلاف المدعمة أو من حيث توسيع مساحات الرعي وتهيئة فضاءات ومحميات لتوفير الأعلاف الطبيعية وكذا الاهتمام بالصحة الحيوانية. ومن بين إجراءات مرافقة الدولة للموالين هناك عملية توزيع الأعلاف المدعمة لفائدة الموال. وفي هذا الصدد، يفيد السيد محمد بريكي مدير تعاونية الحبوب والخضر الجافة في تصريح ل/وأج أنه تم خلال سنتي 2012 و2013 توزيع أكثر من مليون قنطار من مادة الأعلاف لفائدة قرابة 7000 موال استفادوا من العملية بشكل منتظم. وأضاف هذا المسؤول أن الدعم المتواصل للموال في إطار توزيع الأعلاف المتمثلة في مادة الشعير ترجم خلال الثلاثي الأول من العام الجاري بتوزيع نحو 150.000 قنطار. وذكر السيد بريكي أنه في سياق مواصلة الدولة لمرافقة الموال هناك مشروع سيتم تجسيده في الأفق القريب يخص تعزيز قدرات التخزين بالولاية، حيث سيتم إنجاز مخازن جديدة للحبوب بوسائل متطورة و حديثة بطاقة استيعاب 200.000 قنطار وذلك ببلدية حاسي بحبح. ويتوخى من إنجاز هذه الوحدة تسهيل توزيع الأعلاف واستقبال منتوج الفلاحين من الحبوب مما يعني تطوير هذه العملية التي لها صلة كبيرة بتربية المواشي ومن ثمة ترقيتها. ويعتبر مركب المذبح الجهوي الذي هو في طور الإنجاز ببلدية حاسي بحبح 50 كلم شمال الجلفة مكسبا تنمويا هاما يعول عليه بعد استلامه هذه السنة في توفير اللحوم الحمراء من خلال ضمان الإنتاجية وسير حركيتها التجارية. كما يتوخى من هذا المركب الثالث من نوعه على المستوى الوطني والذي رصد له غلاف مالي بقيمة 912 مليون دج بعث ديناميكية جديدة بسوق المواشي بقصد توفير اللحوم الحمراء وضبط سوقها على المستوى الوطني. وسيقوم المركب خلال العام الأول من استغلاله بذبح ومعالجة 450.000 رأسا من الأغنام والأبقار موفرا بذلك ما قدره 12.000 طن من اللحوم الحمراء لفائدة السوق الوطنية. كما أن هذا المركب قابل لمعالجة 624.000 رأس من الأغنام والأبقار سنويا ومن ثمة توفير 16.800 طن من اللحوم الحمراء. وفي إطار المساعي الرامية إلى إنجاح هذا الاستثمار العمومي الذي سيساهم في دعم إنتاجية اللحوم الحمراء محليا وحتى جهويا، عقدت مؤخرا شركة مساهمات الدولة للإنتاج الحيواني (برودا) صاحبة المشروع والجزائرية للحوم الحمراء وبنك الفلاحة والتنمية الريفية لقاءا مع موالي الولاية والمناطق المجاورة حول كيفية ضمان تمويل هذا المركب برؤوس الماشية.