عرفت المشتلات المنتشرة عبر عدة نواحي إقبالا كبيرا من طرف المواطنين نسوة ورجالا بغرض التزود ببعض النباتات والورود التي يكثر تنوعها في فصل الربيع، ما نراه على حواف الطرقات وبالمحلات المتخصصة في ذات النشاط الذي يتضاعف نشاطها في موسم الربيع بسبب ميل الكثير من الزبائن إلى شراء أنواع من النباتات قصد وضعها في الشرفات، إذ لم يعد الأمر متعلقا فقط بالمنازل المتبوعة بحدائق بل حتى سكان العمارات مالوا إلى النباتات التزيينية عبر الشرفات. ثقافة امتلاك أنواع من الورود والنباتات التزيينة صارت تطبع الكثير من الناس خصوصا وأن الكثير منهم يجعلها مبعث أمان وتفاؤل، ويرون في تلك الكائنات الحية نعمة حبانا الله بها لزرع الأمل في النفوس كأنواع الورود والنباتات العطرة كالياسمين والحبق وعباد الشمس والخزامة وغيرها من الأنواع التي يكثر عليها الإقبال لاسيما من طرف النسوة اللواتي التزمن منذ أمد بعيد بغرس تلك الورود في ساحة البيت أو (المراح) والتمتع بمنظرها وعطرها الأخاذين. انتقلنا إلى بعض المحلات والمشتلات ببئر توتة بالعاصمة من أجل رصد الإقبال والنشاط الذي يطبع تلك المحلات في هذه الفترة فوجدنا أن الإقبال متزايد على أنواع من النباتات المعروضة عبر المشاتل أو المحلات التي اختصت في ذات النشاط. بحيث ازدانت حواف الطرقات بأنواع النباتات المعروضة وشكلت ديكورا جذب المارين الذين ركنوا سياراتهم لأجل زيارة تلك المعارض وكان يخرجون وهم حاملون أصص متنوعة تحوي النباتات والورود التي وقع عليها اختيارهم. إحدى السيدات في العقد السابع كانت تحمل أصيصا واختارت نبتة الخزامة كونها تهوى عطرها كثيرا، وقالت إنها تمتلك بحديقة المنزل أنواعا كثيرة من النباتات وتميل منذ صغرها إلى أنواع النباتات وورثت ذلك عن أمها التي كانت تهوى الورود والنباتات وتزين ساحة البيت بها. محمد صاحب مشتلة لعرض أنواع من النباتات أكد أن عملهم يتضاعف في فصل الربيع، بحيث تقبل العائلات على أنواع من النباتات المتنوعة سواء التزيينية كالخزامة وأنواع الورد كالفل والياسمين والأقحوان وغيرها من الأنواع الأخرى، ورأى أن ثقافة امتلاك نباتات بالبيت صارت تتغلغل في الكثير من العائلات لاسيما وأن للنبات دور هام في رفع المعنويات وبعث الراحة والأمل في النفوس، حتى هناك من يختار الورود كهدايا في المناسبات وأعياد الميلاد، ضف إلى ذلك تزيين سيارات العرائس بالورود مع افتتاح موسم الأفراح، وختم بالقول أنه على العموم هناك إقبال وتنوع في المعروضات ويعرف فصل الربيع أنه فصل عمل بعد ركود في الفصول الأخرى. وما اشتكى منه بعض الزبائن هو ارتفاع أسعار بعض النباتات المستعملة في الديكور المنزلي ومنها حتى من تصل إلى 1 مليون سنتيم، بحيث تُقتنى كشجيرات صغيرة وتغرس في حدائق البيت لتكبر بعد مرور فترة، وتراوحت أنواع أخرى بين 2000 و1500 لتنخفض بعض الأنواع العادية إلى 200 و300 دينار.