حاج قدور خديجة هاوية غرس النباتات التزيينية عشقت اللون الأخضر منذ الصغر وكبر معها هذا العشق ليتولّد لديها خلق فضاءات خضراء في بيتها العائلي الكائن بأولاد محمد بولاية الشلف، إنها الآنسة حاج قدور خديجة التي تربت وترعرعت في بقعة معروفة بطبيعتها الخلابة ومناظرها الجميلة، فأنشأت حديقة غنّاء بمدخل المنزل الذي يمتد على مسافة 15 مترا، متفنّنة في إختيار أنواع الزهور والنباتات التزيينية بطابع فنّي متميّز يكشف عن إنسانة عاشقة للطبيعة برومانسية بلا حدود وحالمة بحياة وردية. حين التحدث إلى الآنسة حاج قدور خديجة تبحر معها دون أن تشعر إلى عالم الجمال الروحي المتعلّق بشقّ النباتات التزيينية التي تزيّن نور الناظر فاسحة أمامه آمالا جميلة تحبّبك في هذه الحياة المثقلة بالهموم والمثخنة بالجراح، وبحكم عملها بإدارة جامعة أولاد فارس بالشلف، ولأنها مشهورة بهذه الهواية فإنها دوما تصبح على أص زهرة أو وردة أونبات موضوعا فوق مكتبها ومهدى من طرف العمال أو الأساتذة. تقول محدّثتنا خديجة أن الحديقة التي أنشأتها أضحت بمثابة فلذة الكبد، لا تستطيع مفارقتها ولا تحتمل تعرضها إلى أذى، فقد زرعت كل أنواع الزهور والورود في أصص فخارية وأخرى إسمنتية كالياسمين، خداوج، عطرشة، الشوكيات بأنواعها، فضلا عن زراعة النباتات الطبية والعطرية مثل الريحان، النعناع، المرامية وأخرى اقتصادية مثل الكرافس، والبقدونس... الخ. عن ثقافة زراعة النباتات التزيينية وأين تعلمت ذلك قالت لنا الآنسة خديجة أنه ورثت الحرفة من الجد الذي كان يهتم بالزرع، فتولّد ذلك العشق، فضلا عن الوالدة المحبة للورد، وتحدثت عن بعض الشروط الضرورية لحياة النباتات، وكيف ستنمو نموا طبيعيا جيدا لفترات طويلة إذ تعلمت؟ كيف يتم نقل النباتات بين الشرفات والأماكن المختلفة المواقع حول المنزل؟ وكيف تتوافق مع أجواء فصول السنة المختلفة؟ ففي الصيف تبقى أشعة الشمس بالجهة الشرقية نصف النهار وتستقبل نسيم الصباح، من الجهة الشمالية والشرقية فترطب الجو وتجود به تربية النباتات غير أنه في الشتاء فالنباتات يجود نموها في الأماكن الجنوبية والغربية التي تمكث الشمس بها أغلب النهار فيتوفر لها الضوء والحرارة وتنمو بطريقة جيدة وتحافظ على بريقها. وإعترفت الآنسة خديجة أن أصعب لحظات حياتها حين تقف على إتلاف نبات تزييني غرسته ورعته بحبّ وحرص كبيرين، كما تتذكر حين ذرفت الدموع من أجل إتلاف زهرة، هذا الرباط الروحي يؤكد مدى عشق هذه المرأة الطيبة للأرض خاصة وأنها تأمل إقامة مشتلة تضم كل أنواع النباتات والأزهار والورود، وحتى الأشجار المثمرة العطرية كالليمون، البرتقال، التين، حب المزاح، حب الملوك... متمنّية غرس ثقافة المعاملات الإنسانية عن طريق الورود في المجتمع الجزائري عامة والمجتمع الشلفي على وجه الخصوص. ووجّهت محدّثتنا التي تعمل بإدارة جامعة أولاد فارس بالشلف نداء إلى الجميع ومفاده خلق شبه حدائق بالبيوت الجزائرية حبّا في البيئة وفي الحياة وبحثا عن السكينة والراحة النفسية.