* لهذا السبب "قاطعنا" الحكومة صرح عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل ومرشح رئاسيات أفريل الماضي أن حزبه لم يحدد بعد بوصلته السياسية، وإن كان سيختار التاخندق في صف النظام أو صف المعارضة، مؤكدا أنه اختار عدم قبول الدخول في التشكيل الحكومي الجديد لأنه مازال في طور تقوية صفه الداخلي، كما تطرق صاحب المرتبة الثالثة في استحقاقات 17 أفريل في حوار خاص ل(أخبار اليوم) إلى العديد من قضايا الساعة على غرار توقعاته للتعديل الدستوري ومعرفة رأيه عن التشكيل الحكومي الجديد. "أخبار اليوم": صدرت الخميس الفارط مسودة الدستور المنتظر.. ما رأي الدكتور عبد العزيز بلعيد في محتواها؟ عبد العزيز بلعيد: في الأول يجب أن تناقش مسودة الدستور على مستوى المكتب الوطني بحضور واجتماع جميع الأعضاء للوصول بعد ذلك لنتيجة حوله، ولا أستطيع أن أفيدك بشيء إلا بعد أن تتم المناقشة. قبلتم الدخول في الاستشارة السياسية الخاصة بتعديل الدستور ورفضتم المشاركة في الحكومة الجديدة، أليست ازدواجية في التعاطي مع مبادرات السلطة؟ * نحن حزب جبهة المستقبل طالبنا بتعديل الدستور خلال الحملة الانتخابية وقدمنا العديد من الاقتراحات الواضحة والأساسية، نريد دائما دستورا توافقيا لكل الشعب الجزائري وليس دستورا على مقاس الحكام أو الرؤساء، كما اقترح كتابيا حزب جبهة المستقبل عند استشارنا الوزير الأول في المرة الأولى حول نقاط الحوار ضرورة بناء دستور يكرس الحريات، أما عن الحكومة فهو موضوع آخر، لأن الحزب فتي وجديد على الساحة السياسية لذلك ارتأينا أن نعمل بالدرجة الأولى على بناء الحزب الذي يملك جمعيات عامة بلدية ولائية لنصل إلى بناء التنظيمي على مستوى الحزب، ولهذا لا نملك الوقت الكافي للهيئة الحكومية ولا نريد أن يكون حزبنا في الهيئة عبارة عن صورة بل بشكل فعال وفسح مجال واسع للحزب داخل الحكومة. للأسف لم نصل إلى الرؤية التي أردنا الوصول إليها ما أدى بنا إلى أن نكون خارج الحكومة. ** هل لنا أن نعرف ما عرض عليكم في الحكومة المعلن عن تشكيلها والأسباب الحقيقية التي دعتكم إلى رفض العرض؟ * جبهة المستقبل ناقشت هذا الموضوع كثيرا مع المكتب الوطني ووصلنا إلى نتيجة تقوم أساسا على بناء حزب قوي من الجانب التنظيمي على الأقل لذلك اتفقنا على عدم الدخول إلى الحكومة ونتحمل المسؤولية لأنها في غالب الأحيان هي مسؤولية سامية باعتبار كل الحقائب مهمة ومتصلة بالسيادة ولكن بعد النقاش حبّذنا عدم الخوض في التجربة متجهين بصفة أكبر للعمل السياسي داخل الحزب وننتقل إلى الانتخابات التشريعية المقبلة بوجود كتلة قوية نصل بها إلى الحكومة المقبلة. ** ما رأي الدكتور بلعيد في الحكومة الجديدة؟ * لا يمكن الحكم عليها مسبقا، الأيام المقبلة كفيلة بذلك.. والعمل الحكومي هو قضية فريق كامل ليس أشخاصا معينين مثلها مثل فريق كرة القدم يمكن أن ينجح ويمكن أن يخسر.. نتساءل هل ستكون الحكومة منسجمة وتعمل كفريق واحد ويمتلك رؤية واضحة على الساحة السياسية وبرنامجا قويا سيؤتي ثماره ويعمل على حل المشاكل التي يعاني المجتمع الجزائري من البطالة وأمور أخرى والتي وجب تحريك عجلة النمو والاقتصادي الوطني الأشهر القادمة كفيلة بإعطائنا الأجوبة. حزب جبهة المستقبل لا يملك أحكام مسبقة وليس لديه موقف من أشخاص معينين بل نتحدث دائما عن المؤسسات والهيئات وبالتالي الشخص جزء لا يتجزأ من اللعبة بأمكلها. ** في نظرك هل ستنجح الحكومة الجديدة في المهمة التي أوكلت إليها خاصة الوزراء الجدد في مختلف القطاعات على غرار التربية والثقافة والصناعة؟ * القضية ليست قضية أشخاص بل فريق كامل، فالتربية مثلا تعني كل الحكومة، وليس بإمكان الوزير لوحده معالجة المشاكل وحل القضايا، فإن الوزير في حقيقة الأمر منسق للعمل لا غير داخل الوزارة. الحكومة تتعاون وتتآزر مع بعضها البعض للوصول إلى حلول حقيقية في كل القطاعات، كما أظن أن الوزراء الذين تولوا حقائب جديدة يملكون خبرة في السابق فالحكم مسبق غير وارد في قاموسي. ** لماذا لم تنضم إلى تكتل المعارضة سواء تعلق الأمر بالتنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي أو قطب التغيير؟ * حزب جبهة المستقبل في إطار البناء وأظن أن الإنسان عندما يتوجه إلى الصيد في عرض البحر لابد من توفر الباخرة لتساعده ليصطاد السمك، فكيف نتوجه إلى الاصطياد إذا لم تتوفر الباخرة، فالحزب في بدايته وتأسس سنة 2012 فقط، وهو بصدد بناء الهيكل للحزب من ثم نختار ونحدد الاتجاه.. المعارضة أو مع النظام. ** ما رأي بلعيد في تعيين أحمد أويحيى قائدا للإستشارة الدستورية؟ * كان ولا يزال أحمد أويحيى يمثل السلطة ونحن نتعامل مع أي شخص يمثل السلطة للتشاور والمناقشة معه، وأويحيى كشخص كان رئيس للحكومة وأمينا عاما للحزب التجمع الديمقراطي يملك مسارا سياسيا مقبولا فحزب المستقبل يقبل النقاش مع أويحيى أو غيره الشيء الذي يقبل الاتفاق نتفق عليه والذي يحتمل المعارضة نرفضه. لقد سمع حزب جبهة المستقبل عن الوقوف ضد أويحيى وهناك من تحفظ عليه أعتبر أنها أمور لا تملك أي قيمة، لأن أويحيي أو غيره من الحكومة مرسول يحمل رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي كلفه والذي بدوره سيعمل على إيصال كل اقتراحات الأحزاب، حيث نتساءل عن كل هذه الشوشرة والغوغاء التي تدور حول شخص أحمد أويحيى. هناك من يحاول اصطناع أمور غير مهمة تاركين المهم وهو كيف نقوم ببناء دستور جزائري يحدد الصلاحيات ويُعطي ويحصن الحريات ويحافظ على احترام المؤسسات ويحمي أبناءنا في المستقبل. ** ماهي أبرز الاقتراحات التي يقدمها بلعيد للدستور القادم، وماهي في نظرك أهم التغييرات التي ينبغي إدخالها عليه؟ * اقترحنا من قبل ونقترح الآن فيما يخص الدستور تحديد العهدات الرئاسية بعهدتين، إضافة إلى استقلال القضاء وانتخاب رئيسه بكل أعضائه وتشكيل هيئة دستورية وطنية مستقلة منتخبة هي التي تقوم وتشرف وتعلن أيضا على نتائج الانتخابات البلدية الولائية والتشريعية والرئاسية لتفادي كل مرة ربط الانتخابات بالتزوير والإدارة ووزارة الداخلية لتفادي كل هذه الأمور يجب العمل بها كباقي الدول الأوروبية. إنشاء محكمة دستورية عليا لأن المجلس الدستوري قراره غير قابل للطعن ونهائي وفي كثير من الأحيان يكون تعسف في حق الأشخاص، فالقضاء يسمح بالنقاش والحوار الوصول إلى الحقيقة عبر النقاش والحوار. وهناك أيضا اقتراحات ثنائية أبرزها حل مجلس الأمة باعتباره عبئ ثقيل بدون وصوله إلى نتيجة. ** هناك من يدعو إلى حل البرلمان.. ما رأيكم؟ * لو يحل البرلمان سيكون نتيجة كبيرة ويجسد الديمقراطية بكل حيثياتها وستكون انطلاقة جديدة في العمل السياسي في الجزائر كما تسمح بحوار وطني قابل للنقاش حول بعض الأحزاب. بالنسبة لعبد العزيز بلعيد حل البرلمان يدفع بعمل سياسي جديد وصافي لا تخيم عليه الضبابية على الساحة السياسية. ** خلال الحملة الانتخابية أثار اقتراحكم بتجنيد الفتيات جدلا واسعا. ألا ترون أن هذا الاقتراح يتنافى مع خُصوصية المجتمع الجزائري المسلم؟ * اعتبر أن هذا التفكير غير منطقي، لأن المرأة تملك حقوقا وحريات مثل الرجل تجد الآلاف النساء منخرطة في الشرطة تحمل السلاح وتلبس بدلة عسكرية وتعيش في الثكنات أليس ذلك تناقضا عند هؤلاء؟.. توجد نساء بلغن مراتب عليا في الجيش والسيدة عرجون في مرتبة جنرال دليل حي على ذلك، المرأة الجزائرية في الوقت الراهن متواجدة في مختلف المستويات والميادين. وفي برنامجي بداية أعطيت فرصة للمرأة المتعلمة وبإمكانها بإرادتها أن تتفتح وتجد لنفسها عملا، إضافة إلى تعلمها أشياء جديدة لم تعهدها كما ستحسب لها هذه السنة في حياتها العملية. ** هناك بعض السياسيين ينادون صراحة بعلمنة الدولة الجزائرية وفصل الدين عن الدولة مارأيكم في هذا الطرح وما تصوركم لعلاقة الإسلام مع العمل السياسي؟ * العلمانية تحتوي في طيّاتها على حذف الدين الإسلامي باعتباره دين الدولة عن الدستور، والدولة تتجرد عن هذه العقيدة بالتالي هؤلاء الذين ينادون بالعلمنة مخطئون تماما في ندائهم، فالجزائر بلد عربي مسلم.. وقبل عقود طويلة حاول الاستعمار الفرنسي تجريدنا من ديننا ولكنه فشل فشلا ذريعا في القضاء على العقيدة والدين من عقول وقلوب التي يتحلى بها الشعب الجزائري الحر. نعم يبتعد الدين عن السياسة لأن ابتعاد الدين عن العمل السياسي سيكون أقوى لأنه يجمع كل الجزائريين والجزائريات، فلو حاولت كتلة أو جهة خلط الدين في العمل السياسي فالجزء الآخر سيكون ضد والنتيجة تؤدي حتما إلى صراع كبير، لذلك يجب أن نترك العمل السياسي في صراع برامج وكتلة سياسية وأفكار، ويتفق الجميع أن الإسلام ديننا ومن المقدسات باعتباره موحد الدولة الجزائرية. وللأسف أصبح الإسلام اليوم مقترنا بالإرهاب حين يُحاول البعض تشويه صورة وسمعة الإسلام في العالم وجب علينا تركه وشأنه وعدم إقحامه في المتاهات السياسية ومسائلها وقضاياها. ونأخذ العبرة بشعار الدين لله والوطن للجميع. ** كأس العالم على الأبواب كيف يرى عبد العزيز بلعيد حظوظ (الخضر) في مونديال البرازيل؟ * الشيئ الجميل في الأمر أن الجزائر للمرة الرابعة تتأهل إلى نهائيات كأس العالم وللمرة الثانية على التوالي والشيئ الأجمل الممثل الوحيد للعرب والمشاركة نجاح بحد ذاتها.. لا بد أن نعود إلى رياضة مابين الأحياء اضافة إلى الرياضة المدرسية لما تكتسيه من أهمية كبيرة لأطفال الوطن وكذا التكوين الشباني وفتح القاعات وأماكن ممارسة الرياضة فكما تطرقت في حملتي إلى بناء مسبح وملعب في كل بلدية إضافة إلى الاهتمام بالفرق المحلية الوطنية التي نشكل من خلالها فريق قوي يشرفنا في المحافل الدولية دون اللجوء إلى اللاعبين المتواجدين في الخارج. أعرب عن تفاؤلي من فوز الفريق الوطني وأتمنى أن يشرفنا ككل مرة بل الفوز بإذن الله. ** كلمة أخيرة؟ * أنادي كل الشباب والمواطنين والمواطنات إلى الإلتفاف حول برامج جبهة المستقبل.. بهدف تغيير الذهنيات والعمل على بناء اقتصاد ضخم وجزائر قوية.