يشير الدكتور عبد الهادي، إلى أن العلماء تمكنوا من رصد مكان الساعة البيولوجية بعد اكتشاف مجموعة من الخلايا العصبية تقع في النهار التحتي وسط المخ، تعرف بالنواة فوق التصالبية Supra Chiasmatic nucleus، وتتكون هذه النواة من جزأين، جزء يوجد في النصف الأيمن من المخ، والجزء الثاني في النصف الأيسر من المخ، وكل جزء يتكون من عشرة آلاف خلية عصبية ملتصقة بعضها ببعض، وتقوم على تنظيم الجداول الزمنية والتنسيق مع بقية الخلايا للوصول إلى ما يجب أن تكون عليه أنشطة الجسم على مدار اليوم. وتوجد هذه النواة فوق نقطة التقاء العصبين البصريين في قاع الجمجمة، حيث إن عمل هذه النواة يرتبط بالضوء الذي يعمل على خلق التزامن بين الساعة الداخلية ودورات النور. ولعل المفاجأة التي أخبرتنا بها الدراسة الأخيرة، التي خرجت من جامعة ولاية أوريجون الأمريكية، هي أن المخ ليس العضو والوحيد في الجسم الذي يحمل جينات هذه الدورة السركادية التي تتفاعل وتنسجم مع النوم والراحة بالليل، والعمل والاستيقاظ بالنهار، وأن الجينات المسماة PER وكذلك TIM، Clock، Cycle والتي تعطي الأمر بتكوين نفس أنواع البروتينات من أجل التحكم في نظام الساعة البيولوجية، قد تم اكتشافها في خلايا أخرى من الجسم مثل خلايا الكلى وبعض أعضاء الجسم الأخرى، حيث يتم إفراز بعض هذه البروتينات بالليل عندما يحل الظلام، وتنخفض نسبتها بالنهار أو عند التعرض للضوء، والعكس صحيح بالنسبة للبعض الآخر، وقد تم اثبات هذه الحقيقة في ذبابة الفاكهة والفئران، والإنسان لا يختلف عن المثالين السابقين من حيث التركيب الجيني للساعة البيولوجية في جسمه. ومن هنا نصل إلى حقيقة هامة، وهي أن الخالق جل وعلا الذي خلق الليل والنهار، وجعل للإنسان خلال كل منهما وظيفة وأداء معينا، قد خلق أيضاً جينات الليل والنهار داخل كل خلية من خلايا جسمه، لتتناسب وتتناغم مع خلق الله في الكون.