الصلاة هي عبادة عظيمة يقف فيها المسلم بين يدي ربه خاشعًا متضرعًا، مقبلا فيها على الله، تاركًا الدنيا وراء ظهره، فلا تنشغل نفسه بطيباتها وملذاتها، وقد فرضها الله تعالى على عباده المسلمين، وأوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت، فالصلاة عماد الدين، وأعظم فروض الإسلام بعد الشهادتين. وأفضل أيام الأسبوع وخيرها عند الله تعالى يوم الجمعة، وهو أفضل عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، حيث وردت في فضله أحاديث كثيرة، ويوم الجمعة تؤدى فيه صلاة الجمعة المباركة بآدابها. وتبدأ آداب خطبة الجمعة حال صعود الخطيب إلى المنبر ولعل أهم هذه الآداب، عدم الكلام والخطيب يخطب على المنبر وفاعل ذلك آثم، لأن الجمعة سكون وسكوت وإنصات، فيجب أن لا يفعل شيئا بل يجلس ويستمع بكل جوارحه، فلا يجوز الحديث والكلام حتى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو بكلمة صه أو أنصت، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت)، كما يحظر في صلاة الجمعة ما يحظر في أي صلاة من أكل أو شرب أو كلام أو رد سلام، فيكره له الاشتغال بما يفوت السماع وإن لم يكن كلاما.