المونديال البرازيلي حلم تجسد على أرض الواقع خصوصا بعد تأهل الفريق الوطني إلى هذا العرس الكروي للمرة الرابعة في تاريخه، بما أن المناصرين الجزائريين يعشقون الكرة المستديرة حتى النخاع قام العديد منهم بمرافقة المنتخب الوطني إلى بلاد السامبا البرازيل، وهو الأمر الذي استغله بعض المواطنين من أجل القيام بجولة سياحية هناك وكذا التعرف على الحسناوات ما يؤكده نشر صورهم رفقتهن على الفايس بوك لدوافع شتى منها الافتخار بالوصول إلى البرازيل أو من أجل إغاظة أصدقائهم في الجزائر من باب المشاحنة والتنافس. عتيقة مغوفل المتصفح لصفحات مواقع التواصل الاجتماعي والفايس بوك على وجه التحديد يشاهد العديد من الصور التي نشرها المناصرون الجزائريون الذين رافقوا المنتخب الوطني إلى البرازيل، رفقة بعض جميلات البرازيل متباهين بمرافقتهن خصوصا هؤلاء الكاسيات العاريات وكأنهن مادونا عصرهن. العلم الوطني لحاف للبرازيليات بينما نحن نتصفح بعض الصفحات على الفايس بوك وجدنا صورة أحد الشباب الجزائريين عرضها على صفحته، وكان يبدو وهو في منتهى السعادة، كانت برفقته إحدى الشابات كانا واقفين معا فوق الرمال الذهبية بأحد شواطئ مدينة ساوبولو، وقد أقدم الشاب على لف الفتاة بالعلم الوطني وكأنها ابنة شهيد أو أحد مناضلي هذا الوطن الحبيب، وحسبما توحي الصورة كان الشاب مسرورا رفقة الفتاة البرازيلية بحيث ظهرا ضاحكين معبران عما يخالجهما من الشعور بالفرح والسرور، فالصورة كانت تدل على مدى الانسجام الكبير الذي كان بينهما. ...ما إن حل بالمطار حتى اصطاد حسناء برازيلية أما شاب آخر فقد قام بعرض صورته رفقة فتاة برازيلية بالمطار، فهذا الأخير لم ينتظر إلى أن يرتاح من السفر أو يتجول قليلا، ففور نزوله من الطائرة ووصول قدميه الأرض البرازيلية قام بالتقاط صورة له مع إحدى الجميلات ثم نشرها على صفحته الفايسبوكية وكأنه لم يصدق أنه هناك وقد وصل، كما أن الصورة قد تحمل معنى آخر، فالناظر إليها لأول مرة يوحى إليه أن هذا الجزائري ذهب إلى البرازيل من أجل حضور مهرجان، فلباس الفتاة الكاشف والفاضح كان يوحي بذلك، وحسب ما شاهدنا فإن الشاب كان في منتهى السعادة وعلى ما يبدو من ملامح وجهه لن يعود إلى أرض الوطن قد يستقر هناك مع الحسناء البرازيلية التي كان يبدو من نظراته أنه وقع في غرامها من الوهلة الأولى. ...و آخر فضلها بريطانية في حين فضل شاب آخر فتاة بريطانية عوض برازيلية مثلما فعل غيره، وحسب الصورة التي نشرها على صفحته الفايسبوكية، فإن الفتاة من أصول بريطانية لأنها كانت تحمل علم المملكة المتحدة البريطانية فعلا وحسب الصورة الفتاة جميلة وكأنها دمية من دمى الباربي فشعرها الذهبي وعيناها الزرقاوين جعل الجزائري يصطادها بأحد أروقة الميترو بإحدى المدن البرازيلية، ولم يتوان في أن يقرن العلم الجزائري بالبريطاني ويأخذ صورة مع الفتاة التي تبدو علامة الود واللطافة على وجهها. البيتزا.. المطعم.. فتاة برازيلية فرصة لا تفوت أما أحد الشبان الجزائريين اختار لالتقاط صورة مع حورية بحر برازيلية، وحسبنا ما لاحظناه في الصورة فقد كان الشاب الجزائري رفقة الفتاة البرازيلية داخل مطعم جالسين حول طاولة عليها بيتزا، بالإضافة إلى بعض المشروبات الغازية، وحسب الجلسة كان الجزائري مستمتعا كثيرا لا نعلم إن كان ذوق البيتزا من نال إعجابه أم الحسناء البرازيلية، فقد كان الشابان منسجمين معا فجمالها الفتان جعله يحمل علم البرازيل عوض العلم الوطني متناسيا أنه هناك من أجل مناصرة محاربي الصحراء. جزائريات يرفضن الأمر جملة وتفصيلا كل تلك الصور التي نشرها الشبان الجزائريون رفقة فتيات برازيليات على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعنا إلى الاقتراب من بعض الشابات الجزائريات لمعرفة رأيهن في الموضوع. إحداهن قالت (ندخل في الفايسبوك) هي العبارة التي ردت بها إحدى الفتيات الجزائريات على سؤالنا، فقد تبسمت قليلا، ثم ردت قائلة: أنا لن أرضى أبدا أن أشاهد صور خطيبي رفقة برازيلية على الفايسبوك، فهذا تقليل من احترامي وعدم الاكتراث لمشاعري، وهو يؤدي إلى انفصالي عنه لأنني أعتبر التصرف خيانة لأنه فضل (القاورية عليا)، فبمجرد أن حلق في الطائرة نظرت عيناه إلى ما وراء الحدود من صاحبات الشعر الأشقر و الحسناوات. الجمال الجزائري أعف وأطهر من البرازيلي في حين رفضت نعيمة الموضوع جملة وتفصيلا بل أحسسنا وإلى حد ما شعورها بالنرفزة، معتبرة أن الجمال الجزائري أروع وأنظر من البرازيلي لأنه طبيعي من صنع الخالق، غير مفبرك بعمليات شفط الدهون وكذا التعديل في الأنف وتجعيد العينين، وغيرها من عمليات التجميل التي تحبذ الغربيات إجراءها في كثير من الأحيان، فبالنسبة لي الرجل الذي يسافر إلى البرازيل وبمجرد وصوله إلى هناك ينبهر بجمال البرازيلية لدرجة أنه يأخذ صورا معهن وينشرها على الفايس بوك من أجل التباهي لا يستحق الاحترام أبدا كون أن ذلك فيه خدش نوعا ما لكرامة وسمعة الجزائري القنوع أو على حد قولها (الشبعان) الذي لا يغريه لا المال ولا الجمال الغربي بل يضع نصب أعينه مكارم الأخلاق.