تقوم جمعية إيدز الجزائر ومنذ بداية الأسبوع بتنظيم حملة تحسيسية وتوعوية بالجنوب الجزائري لفائدة فئة المهاجرين عبر الحدود الجزائرية الجنوبية التي عادة ما تكون أكثر المناطق عرضة للإصابة بداء نقص المناعة المكتسبة، وذلك تجسيدا للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض المتنقّلة جنسيا للمخطّط الممتدّ من 2008 إلى 2012، قصد منع أو الحدّ من انتقال العدوى في الوقت الذي سجّل فيه نحو 3357 حالة حاملة لفيروس السيدا بالجزائر، من بينهم 873 شخص في حالة متقدّمة من المرض حسب آخر دراسة قام بها المخبر الوطني لمرض السيدا، والذي أكّد أن الصحراء الجزائرية باتت بؤرة حقيقية لهذا الداء الفتّاك· وحسب بيان الجمعية، فإنها تسهر على هذا المشروع الخاصّ بتعزيز الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية إزاء المهاجرين في الجزائر بتمويل مشترك من قِبل الاتحاد الأوروبي وجمعية إيدز الجزائر، كما أنها تعدّ ملتزمة وفقا لولايتها وضمن صلاحيات اللّجنة الوطنية لمكافحة مرض الإيدز (CNNLS) بتحسين نوعية وكمّية التدخّلات الوقائية بين الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، على غرار فئتي الشباب والمهاجرين، بالنّظر إلى وجود حاجة ملحّة لوضع وتنفيذ استجابات أكثر فعالية لفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز لهذه الفئات المطالبة بضرورة السّماح للجمعية بمساءلتها للحماية من العدوى ومنع انتقال الفيروس وتوفير الرعاية والدّعم للأشخاص المتضرّرين من هذا الداء ومكافحته· كما تحدّثت الجمعية في السّياق ذاته في بيانها عن وجود علاقة بين انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة والهجرة بالرغم من أن تقارير أثبتت أن المهاجرين ليسوا مستوردين للفيروس، غير أن هذه الفئة غالبا ما تكون أكثر عرضة من السكان المحلّيين وتظلّ الأكثر تعرّضا للخطر· وينتقل بعض المهاجرين بسبب تهميشهم إلى أماكن حيث توجد فرص محدودة أو معدومة للإعلام حول خدمات الصحّة المتعلّقة بفيروس نقص المناعة المكتسبة ووسائل الوقاية من الإيدز· وعليه، شدّدت الجمعية على ضرورة وضع وتنفيذ استجابات أكثر فعالية وأكثر تكيّفا مع فيروس نقص المناعة، كما يجب تمكين المهاجرين والسكان من الحماية من العدوى لمنع انتقال فيروس نقص المناعة وتقديم الدّعم لرعاية الأشخاص من هذا الوباء في إطار مكافحة الداء ومحاربة التمييز والتهميش· الأيّام الإعلامية والتحسيسية التي تنظّمها جمعية إيدز الجزائر بجنوب البلاد، سمحت لعابري المنطقة من سكان ومهاجرين بالتعرّف على الداء عن قرب وتوعية الأشخاص المعرّضين للإصابة بالفيروس بهدف الوقاية من انتقال العدوى، بالإضافة إلى عرض الخدمات الصحّية المتطوّرة والمتوفّرة على المستوى الوطني والخاصّة بالتكفّل بالمصابين، ناهيك عن وضع جسر واصل بين الجمعيات المعنية بداء السيدا والمصابين من أجل إيجاد حلول والتكفّل بالحالات المسجّلة· للإشارة، فإن آخر إحصائيات المرض بالجزائر تشير إلى وجود 3357 حالة حاملة لفيروس السيدا، من بينهم 873 شخص في حالة متقدّمة من المرض، حيث أصيب 413 شخص منذ عام 2000 إلى غاية 2008 عن طريق العلاقات الجنسية المشبوهة وسجّلت أعلى نسبة بين الذكور خلال سنة 2008 ب 573 حالة، فيما سجّل لدى النّساء 290 حالة· أمّا بخصوص الفئة الأكثر عرضة للمرض فتسير النتائج إلى فئة الشباب البالغة أعمارهم بين 30 و34 سنة· وبخصوص الطفولة هناك 93 طفلا مصابا بالسيدا بأعمار لا تتجاوز الأربع سنوات، و27 طفلا تتراوح أعمارهم بين 05 و09 سنوات، و40 طفلا ما بين 10 سنوات و19 سنة·