أكّد النجم الألماني توماس مولر أنه لم يتوقّع أبدا أن ينهار المنتخب البرازيلي بتلك الصورة المأساوية ليلة سقوطه في نصف نهائي المونديال، مشيرا إلى أنه توقّع أن تكون المباراة قوية كما كانت عليه مباراة منتخب بلاده ضد منتخب الجزائر الذي لعب بشكل أقوى بكثير من منتخب البرازيل. عبّر مهاجم المنتخب الألماني عن سعادته الكبيرة بالتأهّل إلى المباراة النّهائية قائلا: (من الصعب أن أصف شعوري، أنا سعيد بتأهّلنا إلى المباراة النّهائية، لم أكن أتخيّل أن ينهار المنتخب البرازيلي بهذه الصورة، توقّعت أن نواجه فريقا قويا كما حدث أمام المنتخب الجزائري). وصرّح مولر بأنه يتمنّى أن يستمرّ المنتخب الألماني على نفس النهج في المباراة النّهائية، متمنّيا أن يفوز المنتخب الألماني باللّقب الغائب منذ 24 عاما. وأردف توماس مولر قائلا: (تمكّنّا من التماسك واللّعب بقوة، اعتمدنا على الجماعية وليس على اللاّعب الأوحد، اكتسحنا البرازيل وتأهّلنا إلى المباراة النّهائية، نحن سعداء للغاية بما حقّقناه). وفي مقال حمل عنوان (ألمانيا يجب أن تشكر الجزائر)، كتب موقع (كوورة) الشهير: (سحق منتخب ألمانيا نظيره البرازيلي بكلّ سهولة، فقد أنهت الماكينات الألمانية المهمّة خلال الشوط الأوّل عند التسجيل 5-0، ثمّ قضوا الوقت الباقي من المباراة كواجب عليهم تأديته لا أكثر، ورغم ذلك فقد سجّلوا المزيد من الأهداف). ألمانيا يجب أن تتوجّه بالشكر للجزائر بعد أن قامت بالانتقام من خسارة نهائي 2002 وإلحاق هذه الخسارة الفادحة بالبرازيل، فتلك المباراة كانت منعطف مُهمّا لكلّ شيء في المنتخب الألماني، سواء طريقة اللّعب أو طريقة التفكير. بعد مباراة الجزائر أصبحت الضغوط هائلة على المدرّب يواكيم لوف، سواء كان ذلك داخليا من قِبل بعض أعضاء الجهاز الفنّي والاتحاد الألماني لكرة القدم أو خارجيا من قِبل الإعلام والأساطير الكروية بوقف العناد والعودة إلى الشكل الأكثر توازنا والاستفادة من كافّة الأسلحة المتوفّرة وعدم الصبر على العيوب، فكانت العودة بشكل أقرب إلى 4-2-3-1 منه إلى 4 -3-3 مع الدفع بميرسلاف كلوزه، ثمّ كانت عودة فيليب لام إلى مركز الظهير الأيمن. الألمان تعلّموا جيّدا مع الجزائر قيمة الفرصة التي تضيع، فباتوا يسجّلون مباشرة من دون فلسفة زائدة، وعادت الجدّية والانضباط إلى (الماكينات) فبدأت تطحن من جديد بلا توقّف، إضافة إلى إدراك أهمّية البدايات وخطورتها على مجريات اللّقاء كلّه، سواء معنويا أو بدنيا، فحسموا اللّقاء بسرعة.