مع تطور العلوم والأبحاث بدأت تظهر الحكم الربانية من فريضة الصوم والمنافع الصحية الجمة، إذ أظهرت دراسة قام بها باحثون العام الماضي أن نسبة مستويات الكولسترول الحميد HDL عند الصائمين الأصحاء في شهر رمضان الكريم تزيد بنسبة وصلت إلى 20% وهي من العوامل التي تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. وأوضحت الدراسة التي أجريت على 30 شخصاً من الأصحاء، كان عدد الإناث بينهم 21 امرأة، أن هذا الأمر يتراجع بعد انتهاء شهر الصيام، وقد تم إخضاع المشاركين لفحوص طبية على ثلاث مراحل، الأولى كانت قبل بدء شهر رمضان بثلاثة أسابيع، والثانية تمت في الأسبوع الرابع من شهر الصيام، أما المرحلة الأخيرة فكانت بعد انقضاء شهر رمضان بثلاثة أسابيع، وتضمنت الفحوص إجراء تقييم لعدد من العوامل البيولوجية في الدم مثل سكر الجلوكوز، الدهون الثلاثية، مستوى الكولسترول الكلي، الكولسترول الحميد أو الجيد HDL، والكولسترول السيئ أو ما يعرف بكولسترول البروتين الدهني المنخفض LDL. كما تم تحديد قيمة الوزن عند كل مشارك خلال مراحل الاختبار، وبحسب نتائج الدراسة التي نشرتها (الدورية الطبية) فعلى الرغم من زيادة كمية السعرات الحرارية التي تناولها الفرد خلال شهر رمضان، إلا أنه لم يُلاحظ تغيرا في أوزان المشاركين أو مستويات جلوكوز الدم عندهم، وطبقاً لما أشار إليه الباحثون فقد ازدادت كميات الدهون غير المشبعة التي تناولها الفرد من المشاركين خلال شهر رمضان، والتي يمكن الحصول عليها من الدهون النباتية والحبوب والأسماك، وهي ذات تأثيرات إيجابية على صحة الإنسان.