أصبح مشروع البحث على عروس عن طريق الخطبة التقليدية غير محبذ عند الكثير من الشباب والفتيات، الذين أصبحوا مع تغير الزمن يفضلون اختيار شريك الحياة بحرية، غير أنه بالرغم مما تتمتع به الفتاة اليوم من حرية الاختيار والقرار، إلا أنه وبمجرد أن تصل إلى مرحلة الزواج حتى يبدأ الحوار العائلي حول أهمية اختيار العريس، وتطرح أسئلة عديدة حول المواصفات الأساسية التي يجب أن تتوفر في زوج المستقبل وعادة ما يرفض الأب عندما تختار ابنته الشريك. عتيقة مغوفل (هم البنات للممات)، هي العبارة التي يرددها كثيرا الأولياء خصوصا إذا بلغت بناتهم سن الزواج، وهناك من لا يستشيرون بناتهم فيما يخص الزواج بل يقوم الوالدان وكبار السن في الأسرة باختيار الزوج وتحديد موعد الزفاف، ومع على الفتاة إلا الطاعة. لتوضيح الفكرة أكثر تحدثت (أخبار اليوم) إلى بعض الفتيات حول موضوع اختيار الزوج، فقد يكون الوالدان أحيانا على صواب في رفض الشريك الذي اختارته ابنتهما كأن يكون مثلا يتعاطى المخدرات، أو ليس أهلا لأن يكون رب عائلة، ولكن قد يكون هؤلاء من جهة أخرى سببا في تعاسة بناتهن إلى الأبد. والدي زوجني رغما عني (سهيلة) واحدة من المغلوبات على أمرهن واللائي التقتهن (أخبار اليوم)، شابة في 34 سنة زوجها والدها حين بلغت من العمر 19 سنة من ابن عمها رغما عنها بحجة أنه الأحق بها من غيره، عاشت معه 7 سنوات فلم ترد أن تنجب منه لأنها لم تحبه يوما بدأت حياتهما الزوجية تعرف اضطرابات عديدة ورغم تدخل أهل الطرفين لفظ النزاع ولكن لا جدوى من ذلك، فانتهت في نهاية المطاف بالطلاق وبدأ كلاهما حياة جديدة. أما قصة (بهية) فلم تختلف كثيرا عن قصة سابقتها، فهذه الأخيرة تعرفت على شاب كان زميلا لها في الدراسة جاء لخطبتها حسبما يقتضيه العرف، إلا أن والدها لم يقتنع به فرفضه وزوجها رغم عنها من ابن صديقه وقد اختار لها هذا الزوج بالذات لأنه تاجر وله من المال ما لا تأكله النيران، وهكذا يكون هذا الوالد قد باع ابنته مقابل المال. الجهوية تهدم بعض العلاقات وهناك نوع آخر من الآباء من يفضلون تزويج بناتهم من أبناء المنطقة على غرار منطقة القبائل، وبني مزاب المعروفين بهذا التقليد، وهو حال (وزنة) التي تبلغ من العمر 27 سنة من منطقة تيزي وزو، هذه الأخيرة أحبت شابا من ولاية جيجل، وهو السبب الذي جعل والدها يرفضه رفضا باتا وحتى اخوتها الذكور لم يقبلوه صهرا لهم، فبلقاسم أكبرهم خاصمها ولم يرد الحديث معها، وللصفح عنها اشترط عليها أن تنساه وإلى الأبد، ولم يكتف بذلك فقد قام بتزويجها عنوة من صديق له مغترب وبعد أن تزوجت به وسافرت برفقته إلى فرنسا مضحية بذلك بسعادتها حتى ترضي أهلها. زواج الإرغام يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه هذه الطريقة في تزويج البنات تؤدي في كثير من الأحيان إلى ما لا يحمد عقباه فالعديد منهن يفشلن في زيجاتهن، وهو حال (بشرى) التي تطلقت بعد 15 يوما من زفافها بعد أن تزوجت مرغمة من رجل يكبرها ب22 عاما مطلق وله بنتان لم تتحمل البقاء معه، لم يتقبل والداها أمر طلاقها فحاولا إرجاعها مرغمة إلى بيت طليقها وهو الأمر الذي دفع بها للهروب من البيت والتوجه للعيش مع صديقاتها في إحدى الإقامات الجامعية عوض العيش في الشارع. بهية حالة أخرى التقتها (أخبار اليوم) من النساء اللواتي أجبرن على الزواج بمن لا يرغبن فيه، فقد أجبرت (بهية) على الزواج من ابن عمتها الذي يعتبرا الذكر الوحيد بين ثلاث فتيات، واختارتها عمتها عروسا لابنها بحجة أنها العروس التي ستكون سندها في المستقبل، لكن (بهية) لم ترض بابن عمتها زوجا بل أرادت ابن الجيران الذي كبرت معه وأحبته وحرمها والدها منه، وبعد أن مضى على زواجها 7 سنوات لم تتمكن من نسيان ابن الجيران وهو الأمر الذي دفعها لخيانة زوجها (حميد) معه، مستغلة فرصة غيابه عن البيت باعتباره عاملا في إحدى الشركات الوطنية بالصحراء الجزائرية، وهو أمر يجعله يغيب عن البيت مدة 45 يوما ثم يأتي في إجازة لمدة 15 يوما، إلا أن كشف أمرها في أحد الأيام بعد أن وشت بها إحدى الجارات، وهو الأمر الذي دفع ب(حميد) إلى حمل السكين لذبحها إلا أنها تمكنت من الهروب منه في آخر لحظة. شباب يرفضون الفكرة ليست الفتاة وحدها التي أصبحت ترى أن الخطوبة التقليدية قد مضى عنها الزمان واندثرت، حتى الشباب أصبحوا لا يحبذون هذه الطريقة في الزواج التقليدي وهو الأمر الذي اعتبره (محرز) شاب في 29 سنة طمسا ومحوا لشخصية المعني بالموضوع، لأنه الوحيد الذي يتحمل نتيجة الفشل في الزواج فيما بعد. وهو رأي (عزيوز) الذي يرى أن الزمان تغير والذهنيات أيضا، فمعظم الشباب اليوم مثقفون وطموحون ولا يمكن فرض آراء الغير عليهم لذلك يجب أن يحترم الأولياء اختيارات بناتهم والتدخل لإرشادهن لا لإرغامهن على ما لا يرغبن فيه.