كشفت منظّمة (هيومن رايتس ووتش) في بيان لها أمس الاثنين أنها وثَّقت سلسلة من الاعتداءات التي شنّتها قوات ما يعرف ب (فجر ليبيا) على المدنيين وممتلكاتهم، منذ السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، بما فيها المطار الدولي في 24 أوت 2014. وثّقت المنظّمة الحقوقية الاعتداءات التي مارستها أفعال (فجر ليبيا) تضمّنت إشعال النيران في منزل مدير قناة العاصمة والاعتداء على القناة في 23-24 أوت وأرغم المقاتلون القناة على وقف بثّها، كما خطفوا ثلاثة موظّفين ما زالوا في عداد المفقودين. كما تمّ استهداف منازل وممتلكات أشخاص آخرين مرتبطين بقناة العاصمة، وكذلك منزل الصحفي حسام الوحيشي. وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (هيومن رايتس ووتش) سارة ليا ويتسن: (يتعيّن على القادة من الجانبين كبح جماح قواتهم وكسر حلقة الانتهاكات أو المخاطرة بالوقوف في صدارة طابور العقوبات المحتملة أو الملاحقة القضائية الدولية، وعلى جميع الأطراف المتحاربة احترام اِلتزامها بحماية المدنيين في كافّة الأوقات ومحاسبة قواتهم عند ارتكابهم جرائم)، وأضافت: (إن كلا الجانبين ارتكب انتهاكات قد ترقى إلى مصاف جرائم الحرب خلال خمسة أسابيع من الاقتتال الذي أشعل شرارته اعتداء فجر ليبيا على مطار طرابلس في 13 جويلية. اشتمل القتال الذي انحصر معظمه في المناطق الغربية من طرابلس، على إطلاق نيران عشوائية عديمة التمييز من الجانبين)، وأشارت إلى أنه (منذ أن مالت الكفة لصالح فجر ليبيا في طرابلس قامت قواتها بارتكاب المزيد من الانتهاكات ضد صحفيين ومسؤولين حكوميين ومدنيين عاديين اشتبه في تأييدهم للتحالف الذي تقوده الزنتان أو تعاطفهم معه، وهو التحالف المنحاز إلى عملية كرامة ليبيا). وقالت المنظّمة إن على المجموعات المسلّحة وعلى الحكومة الليبية أيضا اتّخاذ خطوات عاجلة لوقف انتهاك حقوق سكان تاورغاء الذين تمّ تهجير 40 ألفا منهم قسرا. وحسب تقرير المنظّمة فإن (مجلس طرابلس المحلّي أفاد في 25 أوت بنزوح ما لا يقلّ عن 12600 عائلة بسبب العنف)، وقال مسؤولون من مجلس تاورغاء المتمركّز في طرابلس يوم 29 أوت إن غالبية العائلات الألف المقيمة في ثلاثة مخيّمات موقّتة في طرابلس مخصّصة للنازحين من تاورغاء قد غادرت المخيّمات في غمار الظروف المتدهورة والخوف من الهجمات الانتقامية.