باتت الدبلوماسية الجزائرية في الأيام الأخيرة محل إشادة عالمية، وذلك بفضل نجاحها في معالجة العديد من الملفات الصعبة، ناهيك عن دورها الإقليمي البارز الذي ساهم، حتى الآن على الأقل، في إبعاد شبح التدخل العسكري عن الجارة الشرقية ليبيا، وساعد فرقاء الأزمة المالية على تجاوز حساباتهم الضيقة وحساسياتهم والالتقاء في الجزائر. ويبدو أن نجاح الدبلوماسية الجزائرية، بقيادة وزير الخارجية رمطان لعمامرة، وتحت الإشراف المباشر للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مواجهة أعقد الملفات الإقليمية، على غرار أزمة مالي والإرهاب في منطقة الساحل، وتوتر الوضع الأمني في تونس وليبيا قد لفت انتباه عواصم غربية سارعت إلى تقديم التهنئة للجزائر، والتعبير عن إشادتها بدورها إقليميا ودوليا.. وفي هذا السياق، أكدت وزارة الشؤون الخارجية الصربية أن الجزائر أبرزت موقعها كفاعل إقليمي ودولي "هام" في قضايا الوساطة وتسوية النزاعات. وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية الصربية أن "الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وبتصورها الوجيه والمسؤول ودورها البناء كوسيط بين الأطراف (الحوار المالي) المشاركة في المفاوضات تبرز موقعها كفاعل هام على الصعيدين الإقليمي والدولي في مسائل الوساطة وتسوية النزاعات". وأعربت الخارجية الصربية في هذا السياق عن ارتياحها لفتح المرحلة الثانية من الحوار المالي الشامل من أجل التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع" مهنئة جمهورية مالي على "إنهاء المرحلة الأولى من هذا الحوار بنجاح والتوقيع على خارطة الطريق المتعلقة بالمفاوضات". وإذ أكدت "دعمها لسيادة مالي ووحدته الترابية وللجهود التي تبذلها الجزائر والأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والمجموعة الإقتصادية لتنمية بلدان إفريقيا الغربية من أجل التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع" أعربت الخارجية الصربية عن "تفاؤلها بشأن مواصلة الحوار المالي". كما أعربت وزارة خارجية صربيا عن "ارتياحها للإفراج عن الرهينتين الجزائريتين يوم 30 أوت الفارط مبدية تأسفها لوفاة القنصل بوعلام سايس واغتيال الدبلوماسي الطاهر تواتي الذين كانا ضمن أعضاء البعثة الديبلوماسية الجزائرية الذين اختطفوا منذ أفريل 2012". وأكد بيان وزارة الشؤون الخارجية الصربية أن "صربيا ترفض تماما الإرهاب كوسيلة لبلوغ الأهداف السياسية أو العرقية أو الدينية أو حل المشاكل العالقة" مؤكدة على "ضرورة إيجاد الحلول الدائمة للنزاع في مالي من خلال الحوار الجاري ضمن المسار الحالي". من جانب آخر، رحب الوزير النيجري للشؤون الخارجية والتعاون والاندماج الإفريقي والنيجريين في الخارج محمد بازوم بتحرير الدبلوماسيين الجزائريين اللذين كانا محتجزين كرهائن في مالي منذ 2012. وأوضح السيد بازوم في رسالة وجهها لوزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أن "تحرير الدبلوماسيين الجزائريين السيدان مراد قساس وقدور ميلودي اللذين اختطفا في ال6 أفريل 2012 بغاو في شمال مالي يتيح لي الفرصة لأعرب لكم عن أحر التهاني". كما وجه تعازيه "الخالصة" وتعازي الحكومة والشعب النيجريين لعائلتي الرهينتين الأخريين اللذين لقيا حتفهما خلال فترة اختطافهما وكذا للحكومة والشعب الجزائريين. وأشاد في ذات السياق بالحركية التي تشهدها الدبلوماسية الجزائرية وجهود البلدان والمنظمات الدولية الصديقة لمالي التي تسعى إلى عودة السلم إلى هذا البلد. كما رحب في ذات السياق بعملية التحرير التي جاءت -كما قال- "قبل أيام فقط من انطلاق المرحلة الثانية من مسار الحوار المالي الشامل في الفاتح سبتمبر 2014 بالجزائر". وذكر في هذا الخصوص بأن النيجر يعرب عن دعمه ومساندته الثابتة لمسار الحوار المالي الشامل مع أمل أن "يتوّج بحل سياسي ودائم للأزمة في شمال مالي والعودة النهائية للسلم والطمأنينة في شبه المنطقة".