أقصت مصالح ولاية الجزائر 150 عائلة من مجموع 420 عائلة كانت تقطن في شاليهات فايزي 2 ببرج البحري من عملية الترحيل التي شنتها أول أمس بعدما كشفت التحقيقات الميدانية أنها مستفيدة من برنامج عدل رقم 1 لسنة 2001، وقد دفعت الشطر الأول من مستحقاته المالية الأمر الذي لم تنفه العائلات و أقرت بذلك ما دفع بالسلطات الى طردها الى الشارع وتهديم بيوتها دون أن تعطي لهم مهلة لإيجاد مأوى آخر. قال السكان المتضررون الذين كانوا سابقا يقطنون في بيوت فوضوية في مقاطعة حسين داي وبنبرة غضب حادة أن الوالي المنتدب لهذه الدائرة قد وعدهم بمنحهم مدة أسبوع لإخلاء المكان حتى يتسنى للسلطات القيام بهدم الشاليهات، إلا أن السلطات استغلت غياب العائلات بعد توجههم لمقر الدائرة احتجاجا على إقصائها من عملية الترحيل، وقامت بإخراج أمتعتهم من الشاليهات وتهديمها الأمر الذي لم تهضمه العائلات التي وجدت نفسها عشية العيد وبين ليلة وضحاها دون مأوى. وللإشارة فإن العائلات المقيمة بالشاليهات المذكورة تقطن بالحي منذ 11 سنة فقد رحلت إلى هناك منذ سنة 2003، بعد أن كانت تسكن هناك بمزرعة بن بولعيد طريق بلدية باش جراح، بينهم سيدة كانت تقطن رفقة عائلتها المتكونة من 5 أفراد بأحد السكنات الفوضوية بعد أن هربت من منزلها الأصلي الواقع ببلدية بوقرة بولاية البليدة، وهذا بعد أن تعرض زوج السيدة "ز.ع" إلى الاغتيال من طرف الإرهاب الغاشم، سنة 1996، و ذلك حين تنقل المرحوم إلى بيته الذي كان بصدد بنائه لأولاده حتى يكون مأوى لهم، لكن لم تكتمل فرحة المرحوم بالبيت فحين توجه إلى هناك ووضع المفتاح في الباب الرئيسي للبيت من اجل فتحه انفجرت قنبلة تقليدية الصنع عليه، فأردته قتيلا، ما دفع بأرملة المرحوم إلى الهروب من هناك حتى تنقذ فلذات كبدها من همجية الإرهاب الغاشم، وما كان عليها سوى العيش في بيت قصديري بمزرعة بن بولعيد طريق باش جراح، لتقدم بعدها السلطات المحلية لهذه العائلة رفقة 29 أخرى وعودا كثيرة لترحيلهم إلى شقق لائقة، وبقيت ذات المصالح تتردد عليهم كل مرة مطالبة منهم بإعادة تكوين الملف، إلى أن جاء مشروع المترو سنة 2003، ليقوم بعدها ديوان الوطني لتسيير العقاري بترحيل كل عائلات التي كانت تقطن بالمزرعة إلى حي فايزي 2 المتكون من أكثر من 420 شاليه متكونة كلها من غرفتين و مطبخ، دون سابق إنذار وبهذا تكون السلطات المحلية قد أخلفت وعدها في الترحيل إلى شقق لائقة، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل رحلت هذه العائلة إلى شاليه قديم استغلته عائلة أخرى لمدة تزيد عن 4 سنوات ما جعلته يصبح في وضع يرثى لها، ما دفع بالسيدة "ز.ع" إلى إعادة ترميمه من جديد حتى تجعله يصلح للسكن. وما هذه إلا عينة من بين العائلات التي تواجه المعاناة التي طال أمدها، وأمام هذا الإشكال القائم تطالب 150 عائلة النظر في قضيتها التي شردت في الشارع أمسية العيد وهذا بعدما تم وعدهم بإمهالهم مدة أسبوع لإخلاء المكان والقيام بالهدم واصفين تصرف الوالي المنتدب والسلطات المعنية بالحقرة والإجحاف في حقهم على حد تعبيرهم.