خلّفت المجزرة المغربية المروّعة التي ارتكبتها قوّات الاحتلال والقمع المغربي في الصحراء الغربية موجة استنكار عالمية شديدة· حيث سارعت العديد من الفعاليات الرّسمية وغير الرّسمية عبر العالم، من إيطاليا إلى الأمم المتّحدة إلى الجزائر وغيرها إلى التعبير عن شجبها للمنحى الإجرامي الذي سلكه عسكر أمير المؤمنين الذين لم يتردّدوا في قتل 11 صحراويا حسب الحصيلة المعلنة من طرف وزارة الإعلام الصحراوية، في الوقت الذي سقط أكثر فيه من 700 جريح، بينما تمّ تسجيل 159 مفقود· استنكرت اللّجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي القمع الإجرامي الذي تعرّض له مخيّم الحرّية الذي أقيم بالقرب من مدينة العيون المحتلّة معتبرة أن الوضع في الصحراء الغربية لا يطاق· وقالت اللّجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي في بيان لها إنه في الوقت الذي يجري فيه بضاحية نيويورك الاجتماع غير الرّسمي الثالث بين جبهة البوليزاريو والمغرب تحت إشراف الأمم المتّحدة يتعرّض السكان الذين يعيشون في الأراضي الصحراوية المحتلّة (···) لقمع إجرامي شنيع ووحشي من قِبل قوّات الاحتلال المغربية، ممّا خلّف العديد من الضحايا من بينهم نساء وأطفال وشيوخ· واعتبرت اللّجنة أن الوضع لا يطاق في الأراضي الصحراوية المحتلّة مادام المغرب يقيم عراقيل جديدة من أجل الإبقاء على الوضع الرّاهن وينتهج موقفا سلبيا لمواجهة وتحدّي المجموعة الدولية، وأضافت أن التهرّب المشين وغير اللاّئق للمملكة المغربية في محاولة تحميل الجزائر مرّة أخرى مسؤولية هذا الوضع المؤسف قد طال أمده، إن استغلال الجزائر كمتنفّس بتحميلها مسؤولية انسداد ملف الصحراء الغربية وادّعاء كونها وراء الوضع الرّاهن بالصحراء الغربية ما هو إلاّ خرافة لم تعد تنطلي على أحد· من جهته، أدان التجمّع الوطني الديمقراطي أمس الثلاثاء بشدّة الاعتداء السافر الذي تعرّض له مخيّم الحرّية للاّجئين الصحراويين بمدينة العيون المحتلّة، وجاء في تصريح للنّاطق الرّسمي للحزب ميلود شرفي: تلقّى التجمّع الوطني الديمقراطي بأسف وألم شديدين خبر القمع الإجرامي الذي تعرّض له مخيّم الحرّية للاّجئين الصحراويين بمدينة العيون على أيدي قوّات الأمن المغربية، والذي أودي بحياة 11 مواطنا صحراويا وإصابة المئات، مضيفا: وأمام هذه الممارسات القمعية والوحشية فإن التجمّع الوطني الديمقراطي يدين بشدّة هذا الاعتداء السافر والمنافي لكلّ المواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان والأعراف المعمول بها في معاملة اللاّجئين· من جهة أخرى، أعرب مارتن ناسيركي المتحدّث باسم الأمين العام لمنظّمة الأمم المتّحدة عن استياء المنظّمة الأممية من الهجوم المسلّح الذي شنّته يوم الاثنين قوّات الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين بمخيّم الحرّية الذي خلّف المئات من الجرحى في صفوف المدنيين الصحراويين العزّل· وقال المسؤول الأممي إن قوّات الأمن المغربية شنّت صباح اليوم بالصحراء الغربية عملية لغلق المخيّم الذي أقامه المتظاهرون الصحراويون خارج مدينة العيون المحتلّة منذ شهر، وأضاف قائلا: وللأسف هناك وفيات وجرحى، وتعتزم بعثة الأمم المتّحدة بالصحراء الغربية إعداد حوصلة مستوفية حول هذه الأحداث· وقد أثار الاعتداء العنيف للقوّات المغربية ضد مخيّم للاّجئين الصحراويين أولى ردود الفعل للتنديد في إيطاليا، حيث صادق المجلس الاقليمي لإيميلي روماني بالإجماع على لائحة تنديد بالعملية العسكرية للجيش المغربي ضد السكان الصحراويين بمخيّم العيون والانتهاكات المتتالية لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية، حسبما تناقلته وسائل الإعلام الإيطالية· 11 قتيلا و723 جريح حصيلة مؤقّتة للمجزرة لقي 11 مواطنا صحراويا حتفهم وأصيب 723 آخر بجروح في الاعتداء الذي شنّته صباح الاثنين القوّات المسلّحة المغربية على مخيّم الحرّية (أقديم إيزيك) الذي يقع على بعد 12 كلم من مدينة العيون، حسب ما ورد أمس الثلاثاء في حصيلة مؤقّتة أعلنت عنها وزارة الإعلام الصحراوية في بيان تلقّت أخبار اليوم نسخة منه· وتشير حصيلة وزارة الإعلام الصحراوية إلى أنه تمّ تسجيل 159 مفقود وتخريب المئات من المنازل والمحلاّت والسيّارات التي يملكها صحراويون· وأضاف نفس المصدر أن هذه الحصيلة قد تسجّل ارتفاعا بالنّظر إلى أبعاد الاعتداء الوحشي الذي نفّذته القوّات المسلّحة المغربية· كما أكّدت الحكومة الصحراوية أن القوّات المغربية المعتدية استعملت الرّصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والهراوات والحجارة وخراطيم المياه ضد المدنيين المسالمين العزّل الذين يتعدى عددهم 26000 شخص أغلبهم من النّساء والأطفال والمسنّين·