يعتبر المؤرخ والباحث الجزائري محمد ولد سي قدور أن فرنسا الاستعمارية قامت بعملية سطو كاملة على تاريخ الجزائر بعد استيلائها على المادة الخام (الأرشيف) الضرورية لكتابة تاريخ الفترة الاستعمارية وتاريخ الثورة التحريرية. وقال الدكتور القورصو الرئيس السابق لجمعية 8 ماي 1945 والأستاذ حاليا بجامعة الجزائر 2 -خلال محاضرة نشطها بالمركز الجامعي لميلة عبد الحفيظ بوالصوف بعنوان سطو فرنسا على التاريخ - حالة الجزائر (1830- 2012 ) - إن قانون تمجيد الاستعمار الذي تبناه البرلمان الفرنسي سنة 2005 أنشأ مؤسسة كاملة لكتابة تاريخ حرب الجزائر وأحداث تونس والمغرب مما يعني عمليا استحواذا على تاريخ الجزائر . وأوضح أنه من أهداف هذا السطو هو محاولة تجريد شمال إفريقيا والجزائر بالأخص من عوامل الوحدة العسكرية- البشرية- التاريخية وكذا ضرب مقوّمات الأمة واستقرارها وطمس معالم هويتها . ويشير المحاضر أن العديد من الباحثين والمؤرخين الفرنسيين على غرار جورج مارسيي وإيميل غوتييه نظروا إلى منطقة شمال إفريقيا بوصفها خالية من التاريخ وتتصف بالجمود وتمثل حسب نظرتهم الجغرافية الحضارية منطقة جغرافية لا تنتج حضارة بل إن شعوبها لا تنتج شيئا .