دعت خمس من دول منطقة الساحل اجتمعت في نواكشوط إلى تدخل دولي للقضاء على المجموعات المسلحة في ليبيا، حيث تسمح الفوضى بوجود معاقل للمتطرفين الذين يقوّضون جهود إحلال الاستقرار في المنطقة. ورحبت تشاد ومالي والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو التي تشكل مجموعة الخمس للساحل - أنشئت في فيفري الماضي - بمحاولات الدول المجاورة لليبيا والأممالمتحدة من أجل توفير شروط حوار بين مختلف الأطراف الليبية باستثناء الجماعات الإرهابية المعروفة . وأضافت في البيان الختامي لقمتها أنها توجه نداء إلى مجلس الأمن الدولي لتشكيل قوة دولية بالاتفاق مع الاتحاد الإفريقي، للقضاء على الجماعات المسلحة والمساعدة في المصالحة الوطنية وإقامة مؤسسات ديموقراطية مستقرة في ليبيا. وأعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز رئيس الدورة الحالية لمجموعة الخمس للساحل وللاتحاد الإفريقي، أن دول الساحل طلبت ذلك رسميا من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في وقت سابق، بدون أن يحدد شكل الطلب أو تاريخه. وأضاف نحن وعلى مستوى مجموعة الخمس للساحل طلبنا من مجلس الأمن الدولي ومن الاتحاد الإفريقي التفكير في تدخل دولي في ليبيا لإعادة النظام الى هذا البلد ، موضحا أن كل الاتصالات التي أجريناها مع المسؤولين الليبيين تؤيد هذا الرأي بدون أن يحدد هوية محادثيه. وقال الرئيس الموريتاني إن الوضع الأمني في ليبيا يشكل مصدر قلق كبير لدول الساحل ولأمنها، ويؤثر سلباً على الأمن في المنطقة برمتها ، متحدثا عن تفاقم أعمال العنف والإرهاب . وكان رؤساء تشاد إدريس ديبي ومالي ابراهيم أبو بكر كيتا والسنغال ماكي سال دعوا في دكار في 16 ديسمبر، الدول الغربية إلى استكمال العمل في ليبيا بالتدخل ضد معقل المتطرفين في جنوب ليبيا. * سفير بريطانيا: لاحل عسكري قال سفير بريطانيا لدى ليبيا مايكل آرون إنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الراهنة في ليبيا، داعياً كل الأطراف الليبية للجلوس إلى مائدة الحوار الوطني الذي ترعاه الأممالمتحدة عبر رئيس بعثتها إلى هناك. وروى السفير البريطاني في حوار خاص أمس السبت، تفاصيل الموقف البريطاني من اللواء خليفة حفتر، الذي قالت مصادر ليبية: إن البرلمان الليبي يعتزم تعيينه قريباً في منصب القائد العام للجيش الليبي، بعد ترقيته بشكل استثنائي إلى رتبة فريق أول . وكشف مايكل النقاب عن أن عودته إلى طرابلس مرهونة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم من أسماهم ب (المعتدلين) الراغبين في الحوار ووقف القتال، كما أشار إلى أن وزارة الداخلية البريطانية أصدرت قراراً رسمياً يقضي بمنع مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني، من دخول الأراضي البريطانية مجددة بسبب تحريضه على ممارسة العنف في ليبيا. وحول اعتراض بريطانيا على تعيين مجلس النواب للواء خليفة حفتر في منصب القائد العام للقوات المسلحة الليبية وتكليفه بإعادة بناء الجيش الليبي، أوضح مايكل أن حل المشكلة هو اختيار حكومة الوحدة الوطنية، تشمل وزير الدفاع ورئيس الأركان وكل الأعضاء من الليبيين أنفسهم بعد الحوار . وأكد مايكل اعتراف بلاده بأن حكومة عبد الله الثني هي الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا، مضيفاً من الممكن أن تكون هناك حكومة شرعية ومجلس نواب شرعي، لكننا نقف هنا ولا تزال المشكلة موجودة، نحن نريد أن تكون ليبيا بلدا آمنا ومستقراً، ونراها دولة ناجحة واعتراف الحكومة والبرلمان ليس كافياً، نحن نريد الحوار . * تحذير من التدخل من جانبه قال عمر القويري وزير الثقافة الليبي ردا على تصريحات السفير البريطاني، بأن سيادة ليبيا خط أحمر و يتدخل في شؤوننا الداخلية أي طرف، تحت أي مسمى . وطلب القويري في بيان أصدره امس السبت، من كل البعثات الديبلوماسية والسفارات الأجنبية المعتمدة لدى ليبيا، عدم عقد أي لقاءات مع شخصيات، إلا بعد الحصول على إذن رسمي من وزارة الخارجية الليبية. وأضاف البيان، إنه يتعين على جميع السفارات العاملة في ليبيا دون استثناء، عدم الاجتماع بأي حزب أو شخصية اعتبارية أو قبلية كانت، إلا بعد إعلام وزارة الخارجية وموافقتها على ذلك. مؤكدًا على توضيح أسباب هذه اللقاءات، محذراً في الوقت نفسه من أن أي سفارة تخالف البروتوكولات الدولية المعمول بها ستُحاسب حسب اللوائح والقوانين . وفق نص البيان.