هذا ماقاله منصفو الغرب وعقلاؤهم الذين تحدثوا عن شخصية النبي صلى الله عليه وسلم بكل تقدير واحترام، أوردته لكم لتعلموا أن ماخرج من بعض الغربيين حقدًا وغيظًا على المسلمين ليس إلا مغالطات لما يثبتونه هم ويقتنعون به فإليك ما قالوا: o * فهذا الفيلسوف الألماني (سانت هيلر) الذي يقول في كتابه (الشرقيون وعقائدهم): (كان محمد رئيساً للدولة وساهراً على حياة الشعب وحريته، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية، وهما العدالة والرحمة). o * ويقول الفيلسوف الإنجليزي (برنارد شو) في كتابه (محمد): (إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على خضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بيّنة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا). إن رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصب، قد رسموا لدين محمد صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدواً للمسيحية، لكنني اطّلعتُ على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبة خارقة، وتوصلتُ إلى أنه لم يكن عدواً للمسيحية، بل يجب أن يسمى منقذ البشرية، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم لوفّق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها). o * ويقول المفكر والشاعر الفرنسي (لامارتين): (هذا هو محمد (صلى الله عليه وسلم) الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع، المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة، بلا أنصاب ولا أزلام. هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية روحانية واحدة. هذا هو محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أود أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)؟ o * ويقول صاحب موسوعة (قصة الحضارة) المؤلف الأميركي (ول ديورانت): (إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس، قلنا إن محمداً (صلى الله عليه وسلم) كان من أعظم عظماء التاريخ. فلقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله). o * ويقول المستشرق الفرنسي (لويس سيديو) في كتابه (خلاصة تاريخ العرب): (لقد حلّ الوقت الذي توجّه فيه الأنظار إلى تاريخ تلك الأمة التي كانت مجهولة الأمر في زاوية من آسيا فارتقت إلى أعلى مقام، فطبق اسمها آفاق الدنيا مدة سبعة قرون. ومصدر هذه المعجزة هو رجل واحد، هو محمد (صلى الله عليه وسلم).. لم يعد محمد (صلى الله عليه وسلم) نفسه غير خاتم لأنبياء الله (عليهم السلام)، وهو قد أعلن أن عيسى بن مريم كان ذا موهبة في الإتيان بالمعجزات، مع أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) لم يعط مثل هذه الموهبة، وما أكثر ما كان يعترض محتجاً على بعض ما يعزوه إليه أشد أتباعه حماسة من الأعمال الخارقة للعادة! o إن محمداً (صلى الله عليه وسلم) أثبت خلود الروح.. وهو مبدأ من أقوم مبادئ الأخلاق. ومن مفاخر محمد (صلى الله عليه وسلم) أن أظهره قوياً أكثر مما أظهره أي مشرّع آخر). - مهاتما غاندي: (أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة).