الجزائر ترفض تزكية الحلّ العسكري الفرنسي في ليبيا تواصل فرنسا ضغوطها الشديدة على الجزائر بهدف حملها على تزكية التدخّل العسكري في الجارة الشرقية ليبيا لتحقيق المصالح الضيّقة لباريس، وهي الضغوط التي يبدو أن الجزائر تقاومها بشدّة، متمسّكة بخيار الحوار ين فرقاء الأزمة الليبية كحلّ أساسي لهذه الأزمة التي تجاوزت تداعياتها حدود الدولة الليبية. من الواضح أن فرنسا لن يهدأ لها بال حتى تقدم على حملة عسكرية جديدة في ليبيا بهدف حماية مصالحها الكبيرة في هذه الدولة الثرية، لذلك تواصل باريس الضغوط على مختلف جيران ليبيا وفي مقدمتهم الجزائر التي تبدو أشرس المعارضين لخيار (التخلاط العسكري) في جارتها الشرقية. وفي سياق ذي صلة، صرّح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريون بأن التدخّل الدولي أمر ضروري لتحقيق المصالحة بين كلّ الليبيين، وذلك غداة دعوة وجّهها الوزير الفرنسي إلى المجتمع الدولي للتدخّل في جنوب ليبيا لمنع إقامة ملاذ للجماعات الإرهابية في تلك المنطقة أيضا قبل أسبوعين، أين دعا رؤساء دول مجموعة الساحل الخمس إلى تدخّل دولي في ليبيا، وهذا ما ترفضه الجزائر التي تقوم بوساطة غير معلنة بين هذه الأطراف، على حدّ وصف وزير الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة. هذا الأخير ردّ على تسويق فرنسا للتدخّل العسكري غربي ليبيا بالقول: (إنه ليس هناك أيّ تدخّل عسكري مبرمج حاليا في ليبيا، بل هو جمع شمل اللبيين من خلال حوار وطني). و في ذات الصدد وصف لعمامرة الملف الليبي بالطويل العريض، مشدّدا على ضرورة تبنّي حوار وطني في ليبيا وهو المشروع الذي تتبنّاه الجزائر حاليا، مشير أن هذه المواقف الجزائرية نابعة من مبادئها المرتكزة على عدم التدخّل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلدان. أمّا عن تصريح وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريون حول التدخّل العسكري الفرنسي بمعية الجزائر، أكّد لعمامرة حرفيا: (لا أعتقد أن هذا الذي صرّح به ومن الضروري الرجوع إلى نص وروح ما صرّح به الوزير الفرنسي)، لكن بالمقابل فإن بعض الملاحظين قرأوا تصريحات الوزير الفرنسي بأن باريس لا تعلّق آمالا كبيرة على حوار وطني مع مجموعات متطرّفة مسلّحة لم تبد أيّ رغبة في هذا الحوار ولم تمارسه في الماضي، الأمر الذي يرجّح سيناريو التدخّل في الجنوب الليبي، وإن اقتصر ذلك على ضربات جوية بالنسبة للفرنسيين الذي يتمسّكون في الوقت ذاته بعقيدة سياستهم الخارجية التي تقضي بتوفير غطاء من الشرعية الدولية لعمليات من هذا النوع .