شهد حي بومعزة بباش جراح حالة غليان وفوضى أمس الثلاثاء بعد أن رفضت العائلات الرحيل إلى سكنات جديدة بحي الأربعاء، والتي طالبت السلطات بالاستجابة لشروطها من خلال ترحيلها إلى الأحياء السكنية الجديدة ببئر توتة وبابا علي، حيث رفضت تماما الخروج من سكاناتها، حسب قرار مصالح الولاية. س.ب / ق.م غابت الفرحة لتعمّ مكانها الفوضى والغضب في عملية الترحيل التي برمجتها ولاية الجزائر خلال اليومين الماضيين، وكما جرت العادة تخلّلتها احتجاجات المواطنين. ففي وادي قريش وباقي البلديات جرت العملية في هدوء، أمّا بلدية باش جراح فقد عاشت أجواء مشحونة بعد أن رفض سكان حي بومعزة الرحيل إلى الحي السكني الجديد بالأربعاء، مفضّلين بئر توتة أو بابا علي، والأمر ليس وليد الأمس، بل مرّ عليه أزيد من 15 يوما من المفاوضات العسيرة بين السكان وإطارت البلدية. ولقد شهد الحي المذكور تطويقا أمنيا كثيفا من قوات مكافحة الشغب لمواجهة أيّ عصيان مدني وأعمال عنف، خاصّة وأن السلطات هدّدت بتهديم البيوت وإجبار العائلات على الرحيل تنفيذا لقرار الولاية بالترحيل الفوري. وفي نفس البلدية وعلى مستوى حي النخيل فإن العائلات المعنية بالترحيل والمقدّر عددها ب 840 عائلة سوف تغادر سكناتها الهشّة اليوم باتجاه الكاليتوس. وللإشارة، فلقد كانت حصّة الأسد من نصيب بلدية باش جراح، حيث استفادت 1456 عائلة من الترحيل إلى سكنات جديدة، مقسّمة على حي النخيل ب 840 عائلة وحي بومعزة ب 616 عائلة. وفي الجانب الآخر، عمّت فرحة كبيرة أرجاء أحياء بلديات عديدة كوادي قريش بعد أن ودّع السكان حياة المعاناة والعيش تحت الخطر، فقد مسّت العملية 619 عائلة كانت تقطن في الأقبية والأسطح على مستوى حي مناخ فرنسا، منها 176 عائلة بالأقبية و354 ساكنة بالأسطح على مستوى ذلك الحي الذي تمّ إنشاؤه في إطار مخطط قسنطينة (1958). للإشارة، فإن المرحّلين خاصّة من باش جراح ووادي قريش قاموا بالعديد من الاحتجاجات المتواصلة للمطالبة بإدراجهم في قوائم السكن، وكان سكان الحيين ببلدية باش جراح قد قاموا منذ سنة 2010 بعديد الاحتجاجات للمطالبة بإعادة إسكانهم، لا سيّما من خلال قطع الطريق على مستوى نفق وادي أوشايح. * أكبر عملية ترحيل والبرنامج متواصل أوضح السيّد زوخ خلال ندوة صحفية بمقرّ الولاية عقدها خصّيصا للتحدّث عن هذه العملية التي عدّها أضخم عملية ترحيل منذ بداية البرنامج في شهر ماي 2014، والتي مسّت سكان البيوت الهشّة والأقبية والأسطح والأحياء قصديرية في كلّ من الحرّاش والكاليتوس. وأكّد الوالي أن تلك العائلات ستستفيد من سكنات لائقة على مستوى ثمانية أحياء، إلاّ أن الغالبية سيتمّ إسكانها بحي 5 جويلية 1962 بالأربعاء بولاية البليدة (1539 عائلة) وحي 648 مسكن ب (الرمضانية) بالكاليتوس الذي سيتمّ تدشينه بهذه المناسبة ويتمّ شغله بالكامل. وبهذه العملية ال 16 لإعادة الإسكان التي شرع فيها في شهر جوان الأخير تكون ولاية الجزائر قد أعادت إسكان 15800 عائلة تقطن سكنات هشّة أضافت إليها الولاية 1040عائلة استفادت في شهر ماي الأخير من سكنات اجتماعية تساهمية بالرويبة، أي 16833 عائلة في المجموع أو 100100 نسمة. كما أشار الوالي إلى أن ولاية الجزائر تتوفّر على برنامج من 84000 مسكن مخصّص لمكافحة السكنات الهشّة، وأن المخطّط في طور التجسيد، وأن المرحلة الأولى التي شرع فيها في جوان والقاضية بتوزيع 25000 مسكن اجتماعي قد (تمّ استكمالها تقريبا)، وخلص في الأخير السيّد زوخ إلى أن حصّة إضافية من 11200 مسكن، منها 5000 تتواجد بالبليدة وبومرداس سيتمّ توزيعها بعد إنجاز مختلف أشغال التهيئة ابتداء من شهر مارس 2015. في هذا الصدد، أكّد بيان للولاية أن 11400 عون و2300 شاحنة و300 حافلة تمّ تسخيرها للقيام بهذه العملية.