تعتبر واشنطن أن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، هو الفرع الأنشط في شبكة القاعدة، حيث نشأ التنظيم عام 2009 نتيجة اندماج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة، وهو مدرج على قائمة المنظمات التي تصنفها واشنطن (إرهابية) وترصد 10 ملايين دولار مكافأة لأي معلومات تساعد في القبض على زعيم الفرع اليمني ناصر الوحيشي وسبعة قياديين آخرين. أعلن الوحيشي في جويلية 2011 ولاءه لأيمن الظواهري الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة، بعد مقتل أسامة بن لادن في هجوم للقوات الأمريكية الخاصة على باكستان في ماي 2011. وتنبى التنظيم في السنوات الأخيرة عدداً كبيراً من العمليات في اليمن والخارج، بما في ذلك محاولة تفجير طائرة مدنية أمريكية يوم عيد الميلاد في 2009. ودعا التنظيم أنصاره مراراً إلى مهاجمة فرنسا التي تشارك في الائتلاف الدولي ضد الدولة الإسلامية ، وتنفذ عمليات عسكرية ضد الجهاديين في إفريقيا. ودعت مجلة إنسباير التابعة للتنظيم والصادرة بالإنكليزية أنصاره إلى شن اعتداءات في فرنسا، وأدرجت اسم رئيس تحرير صحيفة شارلي إيبدو ستيفان شاربونييه، المعروف بشارب على قائمة المستهدفين. وقتل شارب في الاعتداء الأربعاء على مقر الصحيفة مع 11 شخصاً آخرين. وفي 2010، تبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب محاولة إرسال طرود مفخخة إلى الولاياتالمتحدة، كما تبنى تفجير طائرة شحن أمريكية في دبي قبل ذلك بشهرين، إلا أن مسؤوليته عن هذا الحادث لم تثبت قط. وبعد أن نجحت السعودية في التضييق بشكل كبير على القاعدة، تجمع عناصر التنظيم في اليمن لاسيما في الجنوب، مستفيدين من ضعف الدولة المركزية هناك، وعززوا سيطرتهم على مناطق واسعة في الجنوب والشرق. ولطالما اعتبر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح نفسه حليفاً لواشنطن في الحرب على الإرهاب، ولا يبدو الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي في موقع مختلف. وتنفذ طائرات أمريكية من دون طيار باستمرار غارات تستهدف قيادات وعناصر القاعدة في اليمن. واستفاد تنظيم القاعدة أيضاً من الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبدأ عناصره ينفذون في بعض المدن والقرى أحكام الشريعة على طريقتهم، إلا أن الجيش اليمني نجح في طردهم من القسم الأكبر من معاقلهم في جوان 2012. وقد عزز الرئيس الجديد هادي بهذه العملية رصيده في مجال مكافحة تنظيم القاعدة. ونجح الجيش خصوصاً في إخراج التنظيم من معاقله الرئيسية في محافظة أبين الجنوبية، ولجأ المسلحون إلى المناطق الصحراوية والجبلية الوعرة. وفي أواخر 2012 قتل الرجل الثاني في التنظيم السعودي سعيد الشهري في غارة لطائرة دون طيار. وفي 2011 قتل أيضاً أنور العولقي الإمام اليمني المولود في الولاياتالمتحدة بإحدى هذه الغارات. وشارك الشهري الذي اعتقل في غوانتانامو في برنامج المناصحة في بلاده، قبل أن يعاود الظهور في اليمن. القاعدة في اليمن تتبنى هجمات باريس تبنى تنظيم القاعدة في اليمن الهجوم الذي نفذه مسلحان الأربعاء الماضي على مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية وقتلا فيه 12 شخصاً. وهدد المسؤول الشرعي في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب حارث النظاري فرنسا بهجمات جديدة في شريط فيديو بثته مواقع جهادية ، بعد الاعتداء الذي نفذه الشقيقان كواشي اللذان ينتميان إلى هذه المجموعة ضد شارلي إيبدو. وخلفت ثلاثة أيام من الرعب والهجمات 17 قتيلاً وعدداً من الجرحى في فرنسا، مما أثبت فشل السياسة الفرنسية في مراقبة أشخاص يمكن أن ينفذوا عمليات إرهابية. وجاء هذا التقييم على لسان رئيس الوزراء الفرنسي بعد انتهاء عمليتي تحرير الرهائن ومقتل المتورطين فيهما. فرغم أن منفذي الهجوم على مجلة شارلي إيبدو كانا تحت رقابة الشرطة الفرنسية لفترة من الزمن، كما أنهما مدرجان على قوائم إرهاب أمريكية فإنهما تمكنا من تنفيذ عملياتهم من دون أن تتمكن القوات الأمنية من منع وقوعها.