رغم ما يعيشه العالم في الآونة الأخيرة من محاولات تشويه للإسلام وحرب على المسلمين، خاصّة بعد الاِعتداء على مجلّة (شارلي ايبدو)، حيث هرع بعض الفرنسيين إلى اِتّهام المسلمين، إلاّ أن إقبال الغربيين على اِعتناق الإسلام يستمرّ. وقد قام العديد من المسحيين واليهوديين وغير المنتسبين إلى الدين الإسلامي بإشهار إسلامهم علنا بكلّ فخر بعد اِهتدائهم إلى دين الحقّ، وبين هذا وذاك ينتصر الإسلام على (قِوى الظلام). أعلن رجل الدين اليهودي التركي أرون كوهين إسلامه أمام مفتي ب (أغلو) في إسطنبول التركية، يوم العاشر من جانفي الجاري، وكان رفقة زوجته فلوري وابنته ميري. وكان رجل الدين أرون كوهين يتلو الأدعية اليهودية في المعابد اليهودية لما يتمتّع به من صوت حسن، وأكّد من خلال تصريحاته -حسب ما نشر في موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) على صفحة (جمعية تبليغ الإسلام)- أن الإسلام هو أكمل الأديان وأفضلها والقرآن جمع خصائص جميع الأديان السماوية. وللإشارة، عمل كوهين في المعابد اليهودية قرابة 35 عاما متواصلة، إلاّ أن بحثه -على حد تعبيره- عن الحقّ والسعادة الحقيقية أوصله إلى الإسلام وكانت البداية بالزّواج بزوجته الأرملة فلوري، إذ أن فرقة الموسوية التي كان ينتمي إليها أرون كوهين تحرّم على عائلة كوهين الزّواج بالأرامل. وبالموازاة، أسلم 32 شخصا في قرية (طوني) يوم السبت الماضي على الساعة العاشرة صباحا، حيث قام أحد الأئمة بتلقينهم الشهادتين، حسب الفيديو المصوّر الذي نشر على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) لنفس الصفحة السالفة الذكر. 20 ألف أمريكي يعتنقون الإسلام سنويا يعرف اِعتناق الإسلام في العالم الغربي تسارعا مستمرّا، ففي 12 سنة تمّ بناء أكثر من 1200 مسجد في الولايات المتّحدة الأمريكية (بمعدل مائة مسجد سنويا)، والشيء العجيب هو أن معظم الذين يعتنقون الإسلام من الأمريكيين يتحوّلون إلى دعاة للإسلام بعد أن يلتزموا بشكل مذهل بتعاليم الإسلام. وأكّد معظم الباحثين على قناة (أن بي سي) الفضائية أنه وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة بأن أكثر من عشرين ألف أمريكي يعتنقون الإسلام كلّ عام وذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فعلى العكس ممّا هو متوقّع أن أعداد المسلمين الجدد ستنخفض، إلاّ أن النتيجة جاءت على عكس الحسابات. فقد أظهرت الإحصائيات الجديدة أن عدد الذين يدخلون في الإسلام ازداد بشكل كبير بعد أحداث سبتمبر2011، ومن هنا يبقى السؤال مطروحا: ما هو السبب؟ وحسب وِجهة نظرالعديد من الأخصّائيين والباحثين فإن أيّ إنسان وبمجرّد أن يقرأ عن الإسلام سيدرك منذ اللّحظة الأولى أن هذا هو الدين الحقّ، لذلك فإن اللّه تعالى حدّثنا عن قوم فرعون كيف أنهم أدركوا أن الإسلام هو الحقّ ولكنهم جحدوا به على الرغم من أنهم استيقنوا به، يقول تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل: 13-14]. لذلك يقول الخبراء الأمريكيون إن أعلى نسبة لاِعتناق الإسلام في أمريكا جاءت بعد أحداث سبتمبر 2011 بشكل لم تشهد البلاد له مثيلا من قبل، وسبب ذلك هو الإقبال الكبير على شراء الكتب الإسلامية بعد هذه الأحداث، ممّا فتح مجالا للنّاس لكي يتعرّفوا على الإسلام من مصادره، وهذا ما يدفعهم إلى تصحيح فكرتهم عن الإسلام واعتناقه بسهولة.