يحضِّر الكثير من الجزائريين على غرار بقية الشعوب العربية والإسلامية الأخرى، للاحتفال بأول محرم، وذلك بالانطلاق والاستعداد لاقتناء عدد من اللوازم والاحتياجات الخاصة بالمناسبة، وعلى رأسها اقتناء الحلويات المعروفة في الجزائر ب"التراس"، وكذا الدجاج، ومختلف أنواع العجائن الأخرى كالشخشوخة والرشتة والبركوكس بالقديد الذي يعد واحدة من الأكلات التقليدية والشعبية الأكثر شهرة وتحضيرا في هذه المناسبة بالذات، إضافة إلى "التلي تلي" والكسكس.. وغالبا ما يتم تحضير هذه الأغراض قبل أيام من موعد أول السنة الهجرية، التي يكن لها الجزائريون معزة خاصة في قلوبهم، ويحتفلون بها سنويا، حيث يعدون الولائم، ويدعون أفراد العائلة الكبيرة للاجتماع وتناول أشهى الأطباق التقليدية والشعبية. كما يحضرون أيضا بعض أنواع العجائن كالخفاف والمسمَّن، وتركز الكثير من العائلات الجزائرية على اقتناء الدجاج الحي أو مثلما هو معروف "دجاج عرب" لتحضير الأطباق الخاصة بهذه المناسبة العزيزة والغالية على قلوب الكثير من الجزائريين، وان كان بعضهم يعتقد أنها مجرد بدعة، أو انه لا أساس لها من الصحة، ولا تعتمد على أي سند ديني، وبالتالي فان الاحتفال بها قد لا يكون مشروعا. من ناحية أخرى تعتقد بعض العائلات أن الاحتفال بأول محرم، أفضل بكثير من الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة، لان في الاحتفال بهذه المناسبة تشبها بالنصارى، أما الاحتفال بالسنة الهجرية، فهو اليوم الذي هاجر فيه الرسول عليه الصلاة و السلام من مكة إلى المدنية، حيث كانت البداية الجديدة في الرسالة العظيمة التي حملها خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فان الاحتفال بها يجعل هذه الذكرى راسخة وغالية دائما في قلوب الأجيال الصاعدة، خاصة إذا ما رافق ذلك حلقاتُ درس وتوجيه وتعريف بالمناسبة أو عرض لبعض الأفلام الدينية المؤرخة لها. وتجدر الإشارة إلى انه وبعد محرم مباشرة وبنحو أسبوع يستعد الجزائريون كذلك للاحتفال بعاشوراء، ويحضرون لها تحضيرا مختلفا أيضا، ولكنه لا يخرج عن إطار تحضير الأكلات الشعبية والحلويات، وغيرها، كما أن كثيرين ينتظرون المناسبتين بفارغ الصبر للاستفادة من يومي العطلة، باعتبار أنهما يوما عطلة مدفوعة الأجر، وعلى رأسهم الموظفون والتلاميذ، الذين يحسبون ألف حساب للأعياد الدينية والوطنية في الجزائر وكم هي كثيرة، أدامها الله علينا، فقط للاستفادة منها كأيام راحة واسترخاء، واستفادة من الأكلات وأطباق اللحوم الكثيرة التي قد لا يجدونها في بقية الأيام العادية الأخرى، رغم أن كثيرين يدركون قيمها ومعانيها السامية كذلك.